2 - δύο 🍀

773 61 15
                                    


فتح عينيه ببطئ ، شعر بصداع يفتك رأسه ، حاول الوقوف على قدميه بخطوات ثقيلة لينظر حوله للمكان ، ما هذا؟ ، اين هو؟ ، يا إلهي ، أدرك أنه ليس في المنزل ، لقد كانت أشبه بمدينة في القصص الخيالية ، أناس يطفون ، مبانٍ غريبة ، كائنات لا تبدو طبيعية ، حاول تذكر كيف أصبح هنا؟ ، لقد كان عند البحيرة و انتهى به المطاف هنا ، قرر التحرك من مكانه فنظرات الجميع إليه مريبة .

يمشي بتوتر إذ بيد فجأة تسحبه ناحيتها "مالذي تفعله هنا؟ ، وكيف أتيت؟" نطق من كان يمسكه بذعر ، تفاجئ تايهيون حين انتبه أنه ذات الفتى من قبل ، "لا أدري ، لقد أصبحت هنا فجأةً" ، "ما الذي تعنيه بأنك أصبحت هنا فجأة ً؟" ، "لقد تبعت ضوءاً ما و أصبحت هنا"، فتح عينيه "ضوء؟ آه ، لما أنتم البشر فضوليون هكذا؟ ، ألم تستطع ترك ذلك الضوء و شأنه؟" ، نظر الفتى حوله باحثًا عن البوابة التي أدخلته ليجدها ما زالت هناك ، تأكد من خلو الطريق و حاول الوصول إليها ، و لكن يا لسوء الحظ ، دقائق و كانت قد اختفت تمامًا ، " كلا!" نطق بومقيو بغضب ، "ما الذي يحدث؟" سأل تايهيون بضياع ، فهو لا يفهم أيًا مما يحصل ، تنهد بومقيو قائلًا "علي إعادتك قبل أن يراك أحد ، فهذا ليس جيدًا ، لنذهب إلى مكان اكثر امانًا من هنا" أمسك بومقيو بتايهيون و بدأ بالتحرك .

حين وصلا ، كان المكان خالٍ من أي أحد ، يبدو أنهما في وسط غابة أو ما شابه ،
كان هناك نهر قريب من منزل يبدو صغيرًا ، اقترب بومقيو ليفتح باب المنزل ، "هيا ادخل بسرعة" أردف بومقيو ، دخل تايهيون ليلقي نظرة في الداخل ، كان المكان هادئًا و مليئًا بالرفوف و الكتب و أدوات عديدة و ما إلى ذلك ، و هناك مطبخ صغير و سرير في العلية ، جذب المكان انتباه تايهيون بطريقة غريبة ،
"اذًا ، أهلًا بك في بيتي المتواضع" قال بومقيو ، "ستبقى هنا إلى أن اعيدك مجدداً" ، "هل هذا منزلك؟" سأل تايهيون ليومئ بومقيو ، "اتمنى أن تكون من النوع الهادئ ، فأنا شخص يتحرك و يعمل كثيرًا و يحتاج للتركيز ، و الآن علي العودة لإنهاء ما كنت أفعله" "مالذي كنت تفعله؟" سأل تايهيون ، نظر إليه بومقيو ليردف "انت تسأل كثيراً " .

مرَّ الوقت ، و كاد تايهيون ينفجرُّ من الملل ، فكلُّ ما كان يفعله بومقيو هو القراءة و الكتابة أو أيًا كان .
كان تايهيون يعبث بما كان على الطاولة أمامه ، تنهد بضجر ونظر لمن كان مشغولًا بما يفعله ، لم يدرك أنه كان شاردًا ، شعر بومقيو بنظرات تجاهه ، حرك عينيه نحو الفتى ، انتبه تايهيون و أبعد نظره إلى أي شيء عداه ، شعر بشيء غريب في معدته ، بينما بومقيو لم يفهم حقًا ما حدث للتو و عاد لما كان يفعله .

"هاي ، بومقيو؟" نادى تايهيون ، "هلا أخبرتني كيف فعلت ذلك عند البحيرة ، أعني عندما حركت المياه؟" سأل ، نظر بومقيو نحوه لينطق "إذًا انت تريد معرفة ذلك حقًا ؟" اومئ تايهيون ، تنهد بومقيو ليقول "حسنًا ، الأمر معقدٌ قليلًا ، فهناك فئات عديدة تقسم بين العوالم ، فهناك فئة النار أو الدماء ، أو حتى الغضب و السحر ، و تتنوع تلك الفئات فيما بينها ، ففئة النار قد تكون لهبًا أو حممًا و الماء قد تكون بحارًا أو أمطارًا ، و لكل فئة حاكم يعين حسب قوته ، و لها قوة أشبه بالقوة الروحية ، ألا أن البشر لا يملكون أيًا من تلك القوى ، إضافة إلى الفئات المنفية التي سحبت منها تلك القوى و نفيت إلى الأبد ، ونادرًا ما يتقابل البشر و أي من الفئات لعدم قدرتها على التعايش مع بعضها ، وأعتقد أن هذا يشرح ما يحدث الآن" أنهى بومقيو حديثه بابتسامة ، "اذًا ، انت تستطيع تحريك المياه لأن لديك قوى أشبه بالقوة الروحية تمكنك من ذلك لأنك من فئة المياه؟" أردف تايهيون ، "تمامًا" نطق بومقيو ليومئ تايهيون على ذلك .

حل الظلام ، قرر تايهيون الخروج قليلًا ليذهب باتجاه النهر الذي كان أمام المنزل و يجلس بجانبه ، مضى بعض الوقت إلى أن قرر العودة للداخل ، نظر حوله لينتبه أن من يجلس أمام الطاولة نائم بالفعل ، حاول البحث عن اي شيء قد يصلح كغطاء ليجد ما يضعه فوق جسده النائم ، وقف مكانه ينظر إليه ، بدا هادئًا و هو نائم بشكل لطيف لتظهر ابتسامة طفيفةٌ على وجهه ، ترك المكان ليذهب باتجاه الأريكة قاصدًا النوم عليها ، رمى بجسده ليغفى بعد لحظات بينما يفكر في كم أن اليوم كان غريبًا حقًا .

في اليوم التالي ، كان الاثنان ذاهبين إلى البوابة حيث ظهر تايهيون سابقًا ، كانا على وشك الوصول ، "اذًا ، أعتقد أن هذا هو الوداع" نطق بومقيو ،"أجل" أردف تايهيون و هو يحرك قدميه ، نظر للخلف وقال "أتمنى ألا يكون الأخير ، فبدأت أعتاد علي-" كانت الأرض تهتز أسفلهم "ما الذي يحدث؟" قال تايهيون بذعر ، بدأت السماء بالسواد تارة فتارة ليبدأ الجميع بالصراخ و الهروب حين ظهر كائنٌ غير عادي ، عظيم الحجم و مرعب الشكل ، بثلاثة رؤوس تشبه الأفعى ، يلتف حول تلك البوابة ، حاول تايهيون الهروب من مكانه لينظر ذلك الوحش إلى مصدر الحركة "تايهيون!" صرخ بومقيو ساحبًا تايهيون إليه ، ثوان معدودة و كان ذلك الوحش محطماً لكل ما كان حوله بذيله الكبير ، "ما هذا؟" تمتم بومقيو .

                               

"البحيرة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن