8 - οκτώ🍀

424 31 19
                                    

"يونجون ، عزيزي"
استيقظ بفزع ، حاول النهوض من مكانه ليشعر بجسده يتصبب عرقاً ، ماللذي حدث؟ ، فرك عينيه ليلاحظ دموعا تنزل حول عينيه ، هل كان يبكي؟ ولكن متى؟ ، نهض بخفة و رعشة تجري في جسده ، امسك بمقبض الباب ليخرج إذ باحد يقف خلفه ، "اه!" "اه!!"صرخة اخرجها كلاهما اثر الخوف ، "سوبين!" اردف يونجون بغضب نحوه ، "يونجون؟ لما انت مستيقظ؟"سأل سوبين باستغراب و هو يمضغ ، "بل لما انت مستيقظ؟" نظر سوبين الى نفسه وهو يحمل طعاما ما ليحرك كتفيه بإيمائة مبتسماً "الطعام هنا لذيذ" ، تنهد يونجون بخفة ليسأل الآخر فجأة "هل كنت تبكي؟" ، جفل يونجون لحظة ليمسح دموعه بسرعة و يجيب "لا اعلم ، لقد استيقظت فجأة ولا أعلم ما الذي حدث" ، نظر سوبين نحوه بعدم فهم ليقول "ربما كابوس ما؟" ليومئ يونجون نحوه ،

جالسٌ على مكتبه ، عدة كتب مفتوحة حوله وهو يكتب من واحد تارة و يقرأ من الاخر تارة ، لقد كان منشغلا هكذا دائما ، ويبدو عليه التوتر  ، كان خائفا حقا منذ أن عرف أمر ما ، ولكنه لا يزال ضائعا بين كل تلك الحقائق ، "سيدي ، هناك من يريد مقابلتك" نطق احد الخدم من خلف الباب ، نظر لحظة ليومئ لها بإدخاله ، دخل جسد يرتدي عبائة سوداء لا تكاد ترى هيئة مرتديها، اقترب الجسد بخطوات بطيئة ، و فور ان خُلع رأس العباءة ، صدم آلبوس بشدة وفتح عينيه على مصراعيهما ، لينظر نحوها برعب يفتكه ، ليس منها ، ولكن لظهورها المفاجئ ، فهي لن تظهر إلا لعمل غير نبيل ، "مضى وقت طويل؟ آلبوس ؟" ،

جالسان تحت شجرة كثيرة الافرع داخل حديقة القلعة ، كان بومقيو يكتب شيئاً ما ، وتايهيون يحاول اختلاس النظر لما يكتب ، فبومقيو مصر ألا يريه ذلك ، "انت حقاً.." اردف تايهيون نحوه بتعبير منزعج ، ضحكة خفيفة خرجت من بومقيو وهو ينظر إليه ، نظر تايهيون حوله مستكشفا المكان ليلاحظ حقل ورود ليس ببعيد ، ذهب نحوه ليرى تلك الورود الملونة ، بدت جميلة بالفعل ، ليمد يده قاطفا أحدها ، ويعود مكانه راكضا ،
"أليست الورود جميلة؟" نطق بينما ينظر نحوه ، اقترب ليثبتها قرب رأس بومقيو "تبدو أجمل هكذا" اردف بابتسامة ليريح رأسه عليه ، احمرار طفيف ظهر على وجنتي الآخر ،
لم يستطع بومقيو اكمال ما كان يفعله بسبب الفتى بين قدميه ، كان شارداً قليلاً يفكر بما يحدث الآن ، فالأمر لا زال غريبا عليه ،
حاول تناسي الامر ليفكر بأي شيء آخر ، ولكن أفكار ما بقيت تدور في عقله ،

اقتربت منه خطوة بخطوة ، تنظر له باشتياق يتملكه الحقد ، تظهر في كل مكان وزمان إن كان لها مراد ما ، حاول آلبوس ان ينطق بشيء ما ، ولكن بلا فائدة ، فهيأتها كانت قادرة على إسكاته ، نظرت إلى المكان حوله لتردف "لما لا تعمل على تغيير المكان ، فهو ممل؟ اليس كذلك؟" قالت بعبوس مصطنع ، ثم التفتت إليه لترى هيئته المرتعبة وهو ينظر إليها ، "ألم تفكر في تحيتي يوما؟" قالتها ممثلةً الحزن في صوتها ، صمت دام بلا رد لذلك ، فهو يعلم أن كارثة ستحدث خلال وقت قصير ، "على كلٍ ، ليس هذا ما يهم ، فهذه المرة لم آتي لشيء واحد ، بل إثنين ، أحدهما روح اطمع بها ، ربما قد حزرتها ، والثاني سآخذه كمكافئة لي" ، قالتها والابتسامة تتوسط وجهها ، فور وصول ذلك لمسامعه عرف آلبوس مرادها ، او بالأحرى من هو ، شد على قبضة يده ، ليمشي قليلاً امامها ، لم يعرف ما الذي ستفعله في هذه اللحظة ، ولكنه تمنى ألا يعرف ، فمرّت ثانية وقد اختفت من بين أنظاره ، تجمد مكانه مفكراً في ما قد يحدث ، ولكنه اسرع نحو الخارج بسرعة ،

"البحيرة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن