10 - δέκα🍀

325 30 8
                                    

مرّ بعض الوقت منذ الحادثة التي انتهت بموت روينا ، ولكن ما لم يكن فالحسبان هو ظهور حارس الملكة (Αμφιτρύτη/ أمفيتريتي) ، الذي أتى تحذيراً لإبنها الأمير ، فيبدو أنها لم تكن سعيدة ، فبعد الحادثة التي حلّت بالمحيط سابقاً ، كان بومقيو قد اختفى عن الأنظار ، مما جعل الملكة تشعر بذعر شديد ، وهذا ما دفعها للبحث عنه في جميع أنحاء ذلك العالم ، براً وبحراً ، وكلما طال اختفائه زاد غضبها ، حتى ظنت انه قد رحل ، ولكنها كلّفت من تضع فيه كل ثقتها و آمالها للبحث عنه ، كلّفت المدعو بهيونينغ للبحث عن ابنها ، فلا طالما كان الاثنان صديقين منذ طفولتهما ، وكبرا معاً ليصبحا مقربين ، فلم يكن لدى بومقيو صديقٌ غيره ، وذلك بسبب حبه لعالمه الصغير المكون من القراءة والبحث والكتابة اكثر من الناس ، حتى قابل تايهيون ، ولكن كاي كان بالفعل قلِقاً عليه ، فهو ليس مستعداً لخسارته ايضاً بعد والده ، حتى وان إضطر للمجازفة بروحه ،

كان تايهيون و بومقيو يمشيان بالقرب من النهر حيث ماتت روينا ، ولكن لم يكن ذلك حزينًا حقًا ، فبالكاد تذكر كلاهما ما حدث آن ذاك ، لأن بومقيو كان مشغولاً بتفادي نظرات تايهيون إليه ، بينما الآخر يحاول منع نفسه من النظر كثيراً ، 'لما أصبح هذا الفتى جذاباً فجأة؟' فكر تايهيون بشئ من الغرابة ، توقف كلاهما حين ظهرت أمامهما هيئة عرفها بومقيو فوراً ، لتخرج شهقة منه قائلاً "كاي؟" ، اقترب بومقيو اسرع ناحيته ليحتضنه بقوة ، قهقهة خفيفة خرجت من كاي ليردف "اشتقت لك أيضاً" ، أفلته بومقيو ليعود للوراء سائلاً "مالذي يحضرك في وقت كهذا؟" ، تغيرت ملامح كاي فور سماعه له ليردف "إنها الملكة ، ستأتي قريباً ، تريد الحديث معك" ، فتح بومقيو عينيه قليلاً ، كان على دراية أنها آتية بسبب ما حدث قبل مدة ، فهو اختفى فجأة بلا أثر ،
صمت حل إلى أن ظهر صوت من النهر ، نظر ثلاثتهم نحوه ، بدأت المياه ترتفع الى الأعلى مكونة نافورة ، ليظهر ضوء ساطع منها ، وها هي ، بجمالها وعظمتها تظهر من النهر ، انحنى كاي فوراً عند ذلك ليشد تايهيون الذي اظهر انزعاجه خلفه ، "أمي؟" قال بومقيو بتوتر وهو ينظر نحوها ، التفتت إليه لتقترب منه ، بدا الغضب على وجهها ، ولكنها انتظرت حتى ينطق أولاً ، ظهر شئ من الخوف على ملامحه ، ليردف "إنظري ، أستطيع الشرح إن تركتني أتكلم" ، لم تلبث أن أعمى الغضب ذهنها لتردف "الشرح؟ أهذا ما تسميه اعتذاراً؟ هل تعلم مالذي حل بالمحيط بأكمله؟ بحثت عنك في كل بقعة في هذه الأرض ولم أجدك ، لقد كدت أظن أنك ذهبت ولن تعود ، لماذا حاولت الهروب بمفردك؟" "ولكنني لم أهرب ، لقد حاولت البحث عن سبب ظهور وحش كهذا ، وانتهى بي المطاف مواجهاً تلك الامرأة" أجاب بنبرة شبه غاضبة ، "أتعني روينا؟ هل واجهتها بنفسك؟ كيف لشخص ذو مسؤولية مثلك ترك مملكة بأسرها للبحث عن أمثالها والإخطار بحياته و حياة شعبه بتصرف همجي كذلك؟" "ولكني لم أكن بمفردي!" صرخ بومقيو ، "لقد كان تايهيون معي كل ذلك الوقت" قال وهو ينظر نحوه ، "تايهيون؟" اردفت متسائلة عن الاسم ، لا يبدو مألوفاً ، اقتربت ناحيته لتنظر عن كثب ، لسبب ما ، لم تشعر أنه يشكل خطراً نحوهم ، ولكن كان هناك شئ مريب إتجاهه ، هدأت لتنطق "إذاً هو من كان يرافقك؟" ، اومأ بومقيو ليمسك بيده ، نظرت الملكة نحوه قليلاً ، لتشعر بما جعله مريباً ، لذا سألته قائلة "ومن أي صنف قد تكون؟" ، تنبه تايهيون أنه المقصود ، تردد قليلاً فالإجابة لكنه قال "أعتقد أنني لست من صنف ما" ، رفعت رأسها بتفهم وكأنها عرفت مسبقأ ، فقد كانت على حق ، لذا وقفت لتردف "هذا يعني انك بشري ، إذاً ، اشكرك على الاهتمام ببومقيو كل ذلك الوقت ، وجزيل شكري لكونك ذو ثقة ، فلست أثق بالبشر عادة ، ولكن ، لا أريد منك البقاء اكثر من ذلك ، فيجب عليك العودة من حيث أتيت و النسيان عن كل ما حدث هنا" ، صمت تايهيون وهو ينظر إليها لينقل نظره نحو الآخر بصدمة ، أحقاً سينتهي كل شيء هنا؟

شعر بومقيو بالغضب يتسلق جوفه ، ليردف "ولكن لا يمكن لذلك أن يحصل ، كيف لتايهيون نسيان كل ذلك؟ هذا-" ، قاطعه صوت يونجون وسوبين وهما يركضان ناحيتهم ، التفت الجميع إليهما لينتبها الى وجود شخص جديد ، إنحنى يونجون فورا لتبادله الملكة أيضاً ، فهو لا يزال اميراً ، نظرت نحو سوبين لينحني خوفاً منها ، عرفت على الفور انه بشري أيضاً ،
"جيد ، كنّا للتو نتحدث بما سيفعله تايهيون و؟" ، نظرت ناحية سوبين ليستغرب وينظر نحو يونجون متسائلاً ، استغرب هو الآخر ليحرك كتفيه بعدم فهم ، "سوبين" قال بخوف وهو ينظر إليها ، لقد كان منظرها مخيفاً بحق ، فبدت كأحد الآلهة التي يراها في الكتب القديمة ، اومأت لتلتف معطية ظهرها نحوهم قائلة "أتمنى ألا يُفهم موقفي عكس مرادي ، فكل ما أريده هو الحماية للجميع هنا ، لذا سأضطر ان أطلب منكم بإصرار محتم أن يعود كل منكم لما كان ، و النسيان عن أيٍ من هذا" ، فتح يونجون عينيه بعدم تصديق لينظر نحو سوبين الذي عجز عن فهم كلمة مما قالته الملكة ،
شعر تايهيون بالحزن يتسلل نحوه ، ولكنه كان مختلفاً عن الحزن الذي اعتاد الشعور به ، وكأنه حزن يحاول نزع شىء ما بداخله ، نظر نحو بومقيو قليلاً ليلاحظ أعينه التي بدأت بذرف دموع على وجنتيه ، أمسك بيده محاولاً تهدئته ، شعرت الملكة ببعض من الذنب في داخلها ، ولكن لا يمكنها المجازفة بما كان قاعدة منذ وجودهم على هذه الأرض ، فكلاهما يشكل خطراً على الآخر ، أو هذا ما ظننته .


"البحيرة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن