الفصل الثالث عشر

130K 8.1K 4.4K
                                    

أنتَ مُرَحَّبٌ بك عِند ربّك مهما جَنَيْتَ على نفسِك!

صلوا على نبي الرحمة .

قراءة ممتعة

__________________________

كانت أنظار مارسيلو معلقة على الباب الخاص بالفندق وهناك العديد من الرجال يسارعون في غلقه، حرك عينه بين الباب والطاولة التي يجلس عليها، ثم أمسك هاتفه الذي يتوسط الطاولة، وسريعًا أجرى اتصالًا برقم راسيل، لكن بعد رنين طويل لم يجد ردًا من جهتها، أعاد الاتصال مرة أخرى وهو يتناول رشفة من قهوته، يفكر أنها لم تبتعد كثيرًا ....

جاءه الرد باردًا منها وهي تقول بحنق :

" ماذا ؟! أنت الآن تقطع علىّ متعتي "

" عزيزتي إن لم تعودي الآن للفندق فسوف تأتي عاصفة تقطع عليكِ حياتك بأكملها "

لم تفهم راسيل أي شيء من حديث، تنظر حولها تراقب ركض بعض الأشخاص في الشوارع نحو المنازل، وبعض المحلات التي تُغلق بقوة :

" أي عاصفة تلك ؟! ثم ما شأنك أنت بي ؟!"

" ما الذي تقولينه راسيل؟! بالطبع لي شأن بكِ، أنسيتي أن مفتاح المكتب معكِ ؟! "

ضحكت راسيل بسخرية وهي تتحرك بصعوبة بسبب الجليد الذي يرتفع عن مستوى الأرض بكثير، وزاد الأمر أن الفندق الذي يقيمون فيه، يقبع أعلى منحدر أشبه بالجبال، مما يجعله أكثر عرضة للثلوج وأكثر كثافة من باقي الدولة :

" هل اتصلت بي حتى تزعجني ؟!"

" أيتها الحمقاء سوف تهب عاصفة خلال ساعة من الآن، عودي للفندق الآن"

كانت جملته وعكس طبيعته حادة غاضبة، جعلت راسيل تشعر بالرعب وأنه لا يمزح معها؛ لذلك توقفت في سيرها بخوف وهي تدور حول نفسها تبحث عن طريق عودتها، لكنها فشلت في ذلك، فكل ما حولها ثلج وفقط، هنا وبدأت ترتعب وهي تهمس في الهاتف :

" لا استطيع "

جن جنون مارسيلو وهو ينهض من مكانه :

" لا تستطيعين ماذا بالتحديد ؟! راسيل لا وقت لمزاحك، العاصفة قوية، عودي للفندق "

بكت راسيل من الجانب الآخر وهي تهتف برعب  :

" لا استطيع العودة مارسيلو، لا استطيع، أنا لا أعرف أي شيء هنا "

تحرك مارسيلو صوب باب الفندق الخلفي الذي خرجت هي منه للتو، يركض في ممرات الفندق بشكل أرعب الجميع، لا يهتم بمن حوله وهو يتحدث بجدية كبيرة بعيدًا عن أي لا مبالاة أو سخرية تحملها نبرته عادة :

" حسنًا اهدئي، فقط اوصفي لي المكان من حولك، أخبريني عن أي محل جوارك، أي شيء يدل على مكانك "

استدرات راسيل حول نفسها وهي تقول بدموع :

" هناك الكثير من الثلوج هنا "

الوجه الآخر للمافيا ( أحفاد اليخاندرو 2 )                                     حيث تعيش القصص. اكتشف الآن