الفصل السابع عشر

123K 8.2K 3.4K
                                    


" اجعل كل دعائك أن يعفو اللّٰه عنك؛
فإن عفَا عنك أتتك حوائجك من دون مسألة "

ابن القيم

صلوا على النبي.

____________________________

توقفت سيارة أمام بناية متوسطة الحجم، ثم هبطت منها راسيل التي كانت مبتسمة باتساع وكأنها سجينة حازت للتو حريتها، ركضت للسيارة من الخلف تنتظر أن يهبط مارسيلو ليساعدها في اخذ حقيبتها، لكن طال وقوفها؛ لذلك تحركت مجددًا نحو المقعد وهي تتمتم بغيظ شديد :

" فقط تحملي راسيل، تحملي راسيل "

وقفت أمام المقعد الذي كانت تحتله وجوارها كان يجلس مارسيلو وهو يقود السيارة التي أرسلها له ماركوس، تحدثت بقوة وغيظ :

" أنت أيها السيد أين مروءتك و...."

توقفت عن الحديث وهي تفتح فمها ببلاهة تراقب مارسيلو الذي كان يضع رأسه على المقود في شكل غريب اثار ريبتها، وبعد ثواني من التأمل، اعتدلت في وقفتها وهي ترمقه بصدمة تحاول معرفة متى سقط في النوم، منذ ثواني فقط كان يقود السيارة ؟! هل يعقل أنه مات ؟!

عند هذه الفكرة فزعت راسيل وهي تستدير بسرعة حول السيارة متجهة صوب المقعد الخاص به تصرخ في فزع :

" لقد مات ...لقد مات "

وقفت راسيل جوار المقعد الخاص به وهي تمد يدها بخوف تربت على رأسه ببطء شديد، لكن لم يصدر منه أي ردة فعل؛ لذلك انتفضت للخلف وهي تقفز في مكانها صارخة :

" يا ويلتي لقد مات، لقد مات "

كانت تتحدث وهي تبكي فزعًا من الفكرة، فهو فقط منذ ثواني كان يقود السيارة والتفسير الوحيد لحالته تلك فجأة، أنه أما سقط في اغماء، أو أنه مات، وضعت راسيل يدها على فمها وهي تحاول التماسك، ثم اقتربت منه مجددًا تمد إصبعها فقط نحو شعره تهزه برفق وهي تقول :

" سيد مارسيلو، سيدي هل أنت بخير ؟!"

صمتت تبتلع ريقها مقتربة منه أكثر تردد بصوت خافت أكثر :

" سيدي هل تشعر بشيء، هل أنت واعي أما أقول ؟!"

لكن وكأنها كانت تحدث حجرًا، فلم يصدر منه أي حركة مما جعل راسيل تبكي فزعًا وهي تشعر بالعجز، هل تنادي أحدهم ليأخذه معها للمشفى أم تتحدث مع أحد من عائلته ؟! ويبدو أن الفكرة الثانية نالت استحسانها وقررت أن تلقي بمصيبته على أكتاف عائلته، فلا ذنب لها أنه مات أمام منزلها، اقتربت منه أكثر وهي تمد يدها للوصول إلى هاتفه الذي يستقر أمامه، كانت ترتعش وهي تنظر لوجهه الهادئ ورأسه المستقرة على المقود، شعرت بوجع كبير يضرب قلبها، لتنفجر فجأة في البكاء وهي تهتف من بين شهقاتها :

" اقسم أن ما حدث لم يكن إحدى دعواتي التي امطرتك بها، لقد دعوت فقط أن اتخلص منك، لكن ليس لهذه الطريقة "

الوجه الآخر للمافيا ( أحفاد اليخاندرو 2 )                                     حيث تعيش القصص. اكتشف الآن