الواحد والثلاثين

123K 7.6K 4.6K
                                    

كان يجلس في مكتبه وهو ينظر لتلك الصور التي تعلو شاشة حاسوبه وهناك بسمة واسعة ترتسم على فمه، يتحسس الصور أمام عينه مرردًا بفم مزموم قليلًا وكأنه يشعر بالحسرة والقهر على تلك الأفكار التي تراوده في تلك اللحظة ...

" آسف يا جميلات، لم يكن عليكن أن تقعن في حب أحفاد اليخاندرو من بين جميع رجال العالم "

كانت عين ايثان مثبتة على صور الفتيات أمامه على الشاشة والتي التقطها له جاسوسه الذي وضعه لاليخاندرو بنفسه، والذي امده بكل المعلومات عن الاحفاد وعن نقاط ضعفهم وكل ما سيحتاجه لهدم مملكة فوستاريكي بالكامل .

ارتفعت ضحكته وهو يقول :

" حقًا أنا أشفق على كل ذلك الجمال من الموت، في النهاية يبدو أن رجال عائلة اليخاندرو لهم سحرهم الخاص لجذب هكذا سيدات فاتنات "

ارتسمت بسمة جانبية على فمه وهو ينهض من مقعده يحمل سترته بين أصابعه، ثم خرج من مكتبه بكل هيبة وقوة وعيونه تحكي قصصًا طويلة، منها المرعب ومنها المثير للتقزز، هكذا هو ايثان، واحد من أبرز أعضاء تلك المنظمة العالمية، من تولى التحكم في بقعة لا بأس بها من العالم المقزز الذي يعيش به بعد وفاة والده، ومنذ ذلك اليوم عمل على انتزاع قلبه ودعسه أسفل أقدامه حتى لا يضعف لحظة واحدة .

دخل لسيارته، ثم أشار لسائقه بالتحرك، وبعد دقائق طويلة توقفت سيارته أمام منزل كبير فخم، هبط من السيارة يتجه صوب ذلك المنزل بأقدام ثابتة، يدخل له دون أن يتكبد عناء الاستئذان، انحرف في سيره صوب أحد الممرات في الطابق الارضي وبعدها اقتحم إحدى الغرف مثير رعب جميع من بها ليصرخ أحدهم بغيظ وغضب :

" تبًا لك ايثان، توقف عن اقتحامك لجميع الاماكن بتلك الطرق المفزعة "

ضم ايثان شفتيه وهو يدعي الخجل من أفعاله :

" اووه آسف اعزائي هل روّعتكم ؟! علىّ الخجل من نفسي إذن لاخافتي بعضًا من العجزة "

رمقه البعض منهم بغضب بسبب تطاوله عليهم، على الرغم من أنه أصغرهم في العمر فهو لم يبلغ العقد الخامس بعد، بل مازال في نهاية الثلاثينات من عمره.

ابتسم ايثان وهو يتحرك ليتوسط ذلك المقعد الذي يقع في مقدمه المجلس والذي لولا أنه ورثه من والده الذي قُتل غدرًا، لكان ما يزال أحد الحمقى المثيرين للشفقة والذين يعملون تحت امره هؤلاء الاغبياء أمامه .

تحدث أحد الرجال بجدية :

" إذًا ايثان هل اخبرك جاسوسك بأي جديد ؟!"

نظر ايثان بأعين الجميع ثم قال ببرود :

" أي جديد تقصد !!"

" أي شيء يخص اليخاندرو ومن معه"

ابتسم ايثان بسخرية وعينه تلتمع بشكل خاطف :

" وهل تظن أن جاسوسي ذلك يعيش رفقة اليخاندرو في منزله حتى يمدني بالمعلومات طوال الوقت؟! لتشكر ربك أنه يستطيع اخباري بتلك المعلومات الشحيحة دون أن ينتبه له أحدهم "

الوجه الآخر للمافيا ( أحفاد اليخاندرو 2 )                                     حيث تعيش القصص. اكتشف الآن