مر على هذا اللقاء اسبوعان لم يراها فيه بعد قراره الذى صدر من وراء قلبه دمر كل شيئ عاد هزيلاً غاضب طوال الوقت ابتعد عن كل شيئ واى شيئ لا يريد رؤية احد منعزل فى غرفته رافض الخروج تبدل حاله من سيئ الى اسوء رافض الاستماع الى اى احد لقد مر بكل طرق الرفض فى حياته لكن رفضها هى قد قسم ظهره قتل روحه وادمى قلبه...يريدها بكل كيانه لكن غضبها واقعى ولها كل الحق فى الاعتراض لقد فرض عليها القرار بدون قصد منه لقد وضعها فى موقف ابشع من موقفه بمراحل جعلها تتعرض لنفس الموقف بطريقة اخرى شبهته بالليث وحقارة تصرفاته وهذا ما يشعل النيران فى قلبه.
اما هى فمنذ اخر جملة سمعتها منه وهى تجاهد فى تخطى هذا الشعور بالذنب تجاهه حاولت مراراً وتكراراً ان تفهم منذ متى وهو يعرفها منذ متى وهو يريد الزواج منها تشعر انها تعرفه منذ صغرها لكنها لم تكن تتعامل مع احد الجميع فى القرية كانوا يحتقرونها كانت تعيش فى ذُلٍ ومهانة دائمة ضعيفة تعلمت القراءة والكتابة فى كتاب القرية وكانت من اطفال دور الايتام وعندما كبرت لحقت بمدرسة القرية كانت تعامل فيها بكل بغض لم تكن تعلم لما الكل يبتعد عنها ولكنها اصرت على ان تتعلم ولم يحالفها الحظ بعد ان انتهت من مدرسة الابتدائية خرجت من الملجئ وبدت تعمل فى معظم محلات القرية الى ان وصلت الى الصيدليه كان عمرها عشرين عاماً لا تتحدث مع احد بعيدة عن الجميع الى ان جاء ذاك اليوم الذى قلب حياتها رأس على عقب حيث جاء ذاك الليث وهو عمدة القرية رجل مستبد ظالم وقد قرر هدم تلك الصيدليه حينها لم يقف امامه احد سوى ريحانة عارضته امام كل اهل القرية بشجاعة مفرطة وبالطبع لم يقبل بهذا لكنه كان رجل خبيث قام بمساومتها امام الجميع اما هدم الصيدليه واما الزواج منه بعد اسبوعان....
لم يكن امامها خيار اضطرت الى المواقفة وحينها لم تعامل بلطف بل قام بالاتجاه نحوها وهو يجذبها بوقاحة ويضم جسدها الى صدره ويمشى كأنه قد وجد كنز
منذ هذا اليوم وهى تشعر انها من العبيد ليس لها اب ولا ام ولا اخت ولا اخ ولا اقارب لا اعمام لا اخوال لا عائلة لا شيئ.
ولكنها كانت عنيدة واصرت على الهروب يوم الزفاف فهى لن تتزوج ذاك الحقير.
ويومها قابلت حمزة فى ذاك البيت الخرب
كانت خجلة منه لكن ما اراحها هو عدم تحدثه كان يحاورها بلغة الإشارة ظنته ابكم وهو من اكد هذا بتصرفاته هذا اليوم وعندما تعاملت مع اختيه ووالدته احبتهن من كل كيانها لاول مرة تجد احد يعاملها بحنان وقبول وحب
وجدت فيهن العائلة...
تشعر بالضيق الشديد لتصرفها مع حمزة بهذا الشكل لكنه لم يتحدث بوضوح قراره بالزواج منها بهذه السرعة وايضا خداعه لها بانه ابكم وطريقة حديثه جعلتها خجلة منه لا تستطيع التصرف ولا التفكير لا تعرف اى أسباب تجعلها تفهم ما حدث لكنها بتشبيهها له ب الليث جعلته يغضب وقد انتهى الكلام.
الان هى فى شقة قد اوصى لها بها وجعل امه واختيه يذهبان لها ب استمرار...لم تراه منذ ذلك اليوم تشعر بالحيرة دائما تتمنى لو ان تسمعه وتفهم منه كل الظروف التى جعلته متلهف عليها بهذه الطريقة.