* الفصل الأول *

1.8K 77 6
                                    

مساء الخير ♥
بتمنى النوفيلا تعجبكم وألاقي تفاعل يفرحني، قولولي رأيكم في الكومنتس ومتنسوش الڤوت ♥

" بسم الله الرحمن الرحيم "
******************الفصل الأول***************

" عريس لُقطة يا قلب عمتو "

=بقولكُم مش عايزة أتجوز دلوقتي، هو أنا بتكلم هيروغليفي!

أردفت بتلك الجملة بنبرة صراخ " نجمة " وهي تقف أمام شقيقتيها " قمر " و " سما " وعمتها الحبيبة السيدة " صابرة " التي هتفت قائلة بنبرة تُشبه العويل:- تعبتي قلبي معاکِ، يا خسارة عُمري اللي راح عليكُم يا بنات أخويا.
قلبت " سما " الشقيقة الصُغرى عيناها بملل قائلة:- أهو بدأنا موال كُل مرة، أول ما ست " نجمة " أو أي واحدة فينا تعترض على أي حاجة بتقوليها الإتنين التانين بيتاخدوا في الرجلين، صح!
كتمت " قمر " ضحكتها بصعوبة على الرغم من صحة حديث " سما " إلا أنها لم ترغب في مُضايقة عمتها الغالية لكن الاخيرة صرخت قائلة بغيظ:- وهو أنتوا بتسمعوا كلامي في حاجة، دة إنتِ يا مفعوصة يا صغيرة البيت كلُه بيمشي على مزاجِک.
هنا تدخلت " قمر " قائلة بجدية مصطنعة:- لالا أنا مسمحش باللي بتقوليه دة، مين دي اللي بتمشي البيت على مزاجها، هتخليني أقوم أعجنها دلوقتي ليه!
نظرت لها " سما " نظرة مُرعبة تجاهلتها " قمر " عن عمد وقبل أن يتشاجرا صرخت السيدة " صابرة " بنبرة أجفلتهُن:- على فين يا " نجمة " إحنا لسة مخلصناش كلامنا عشان تهربي.
أرتسمت ملامح الملل على وجه " نجمة " التي كانت قد أعطتهُن ظهرها أثناء حديثهُن وكادت أن ترحل قبل أن تقبضُ عليها عمتها بالجُرم المشهود، ألتفت إليهُن وهي تبتسم أبتسامة واسعة مصطنعة قائلة:- يا عمتو يا حبيبة قلبي، إنتِ عارفة أنا بحبك قد إيه وعارفة إني مقدرش أرفضلك طلب بس اللي بتطلُبيه دة صعب أوي أوي أوي.

=يابت هو أنا بطلب منك تفجري نفسك في جوانتنامو، دة أنا بقولك قابلي العريس بس!
ضحكت " قمر " بقوة قائلة:- لا حلوة دي يا عمتو، بقيتي شقية إنتِ.
أبتسمت السيدة " صابرة " بدلال وهي تُرمقها بفخر بينما ألقت " نجمة " نظرة زاجرة لشقيقتها لكي تصمُت وقد فعلت، تنهدت بعد ذلك قائلة بمُحاولة بائسة لإقناعها:- بس إنتِ عارفة إني مش عايزة أتجوز دلوقتي، أنا لسة عندي 24 سنة وببدأ حياتي، مش معقولة يوم ما أجي أبدأها أتجوز!
كانت " نجمة " تعلم أن عمتها لن تيأس وستتمسک برأيها حتى النهاية وهي مهما قاومت إلا أنها لا تستطيع أن تُردها خائبة الرجا منها، يكفي ما تحملتهُ وتتحملهُ هذه السيدة الحنونة من أجلها هي وشقيقتيها ومن قبلهُن والدها الغالي والذي يكون شقيقها الأصغر، لم تُخذلها السيدة " صابرة " وهي تهتف بنبرة أمومية بحتة قائلة:- وماله بس الجواز يابنتي، إنتِ طالعة كارهة الرجالة لمين بس! دة أبوکِ زي البلسم وعاش مع أمك الله يرحمها 22 سنة حاططها في عينه، مين بس اللي عقدک يا حبيبة قلب عمتك، قوليلي عليه الكلب اللي عمل كدة وأنا هروح أنتفلك شعر دقنُه شعراية شعراية زي ذكر البط.
نظرن الثلاث شقيقات لبعضهُن البعض بذهول وعدم أستيعاب لما تفوهت بهِ العمة، لكن " نجمة " أقتربت منها سريعًا ووقفت أمامها قائلة بلهفة:- واحد إيه يا عمتو بس اللي عقدني دة، والله العظيم مفيش حد خالص وأنا مش متعقدة ولا حاجة، أنا زي الفل أهو.
نظرت إليها السيدة " صابرة " من بين عِبراتها الزائفة قائلة بخيبة أمل صدمتهُن:- بجد، يعني مفيش حد خالص كدة!
أجابتها بعدم أستيعاب:- أيوة مفيش حد خالص كدة.
زمت شفتيها كالأطفال قائلة بتبرُم:- يا خيبتك، قال وأنا اللي قولت البت مقطعة السمكة وديلها ومدوخة شباب مصر وراها!
" سما " ببلاهة:- ما هي مدوخاهُم وراها فعلًا بس في الأقسام، دي لسة ساحبة واحد من يومين على القسم عشان أتحرش بالبت اللي كانت جمبها في الميكروباص.
ألتقطت " نجمة " وسادة متوسطة الحجم خاصة بالاريكة التي كانت تجلس عليها وألقتها بوجه " سما " التي تأوهت ثُم نظرت لها شزرًا، عادت السيدة " صابرة " تتحدث بمسكنة قائلة:- آآآآه، الظاهر إن كلكم خيبة كدة وهتجلطوني معاكم.
تدخلت " قمر " بالحديث قائلة بعدم فهم:- يعني إنتِ عايزانا نرتبط ونصاحب ونبقا مقطعين السمكة وديلها ولا عايزانا مؤدبين وماشين جمب الحيط عشان بس أبقا فهماکي بدل ما أتجنن.
زمت عمتها شفتيها قائلة بضيق:- أنا ياختي عايزاكم تتجوزوا وتملوا البيت دة عليا عيال بدل ما أنتوا سايبني قاعدة زي قرد قطع كدة وأنتوا وشكم في وش موبايلاتكم طول الوقت.
كادت " نجمة " أن تتحدث لكن صدح صوت رنين هاتفها لتجد المُتصلة " هنا " رفيقتها الوحيدة التي دائمًا مُرافقة لها في جميع مصائب حياتها كما تقول عمتها، فتحت الأتصال قائلة بضيق مما يحدث حولها:- أيوة يا " هنا " أنا جاية أهو.
وصل إليها الرد من الطرف الأخر للهاتف حيثُ هتفت " هنا " قائلة بتوتُر:- بقولك إيه أنا ما صدقت " طارق " ينزل الشُغل بدري النهاردة عن كل يوم عشان نتقابل ونقضي اليوم مع بعض متتأخريش بقا زي كُل مرة.

نوفيلا " القانون لا يحمي المُغفلين "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن