𝐏𝐀𝐑𝐓 1

61.1K 1.2K 206
                                    

كل ما يُسمعُ في فوضى ذلك المكان و الجثث الملقاة فوق أرضِية المنزل ، هو صوت شهقات الطفلة ذات 4 أعوام المكتومة .

بينما هناك من ينادي في الخارج بإسمها  لعلها تخرج من مخبئها الصغير .

" هالين، هالين يا حلوة تعالي إلى هنا "

كان هناك رجلان ذو بنية قوية و معضلة كل ما يرتدياه هو ذاك القميص الأسود و السروال بنفس اللون ، تستطيع رؤيتهم من فتحة اللوحة التي تختبر ورائها ..

وشم الثعبان .

تستطيع رؤية بوضوح ذلك الوشم على ذراعيْ الاثنين و في خضم نقاشها مع نفسها فزعت عندما صرخ احد الرجال .

" فَلْ تذهبِ للجحيم تلك الفَتاة، الشرطة قادمة"

كان هذا آخر ما سمعته ثم هَباَ بالهرب من المكان، إنتظرت حتى هدأت الاجواء  و قررت النزول حيث كانت تختبأُ في خزنة صغيرة خلف إحدى اللوحات المعلقة على الجدار ..

نزلت بخفة من هناك عندما وضعت قدميها فوق الأرضية قابلتها جثة والدتها ، التي تقوم بإمساك بطنها بِكِلتا يديها، تحاول حماية جنينها ربما...

حولت نظرها لأمام الباب إذا بها جثة والدها قرب باب الدخول ، تقدمت من والدتها التي كانت تمد بِيَديها على طول الأرضية .

قامت بوضع رأسها فوق ذراعِ والدتها و حَضَنت خصرها بإحدى يديها الصغيرة و الأخرى كانت تقوم بالمَسْدِ فوق بطن أمها و هي تتمتم بكلمات مطمئنة لذلك الكائن الصغير الذي لم يتسنى له شَمُ رائِحة العالم الخارجي .

" لا تقلق لقد ذهبوا جميعاً نحنُ بِخيرٍ الأن "

عند سمعها لصوت سيارات الشرطة و الإسعاف هي نهضت من مكانها و ذهبت لأمام الباب و جدتهم هناك...

بدأو يدخلون المنزل واحدا تِلوَ الآخر و كل شرطيْ يحمل بيده شيئا ما ، نظرت بتمعن لذلك الشرطيْ الذي قرفص بجانب جزء والدتها السفلي حيث كانت هناك بقعة دم كبيرة مع قطعة لحم صغيرة ....

" يبدو أنها كانت حامِلاً سيدي ، و على ما يبدو أنها كانت على وشك الوِلادةِ "

كان هذا كلام الشرطي الذي إستقام من مكانه و ذهب لإخبار شرطي آخر ، بعدها هو حول عينيه بإتجاه هالين الصغيرة نظر لها قليلا ، لا يبدو عليها الذعر او الخوف .

" كريس ! خذها من هنا ضعها في أحد دارِ الأيتام "
خاطب ذلك المحقق شرطيْ آخر و أخبره بأن يأخذها ، و أشار له على مكانها .

قام ذلك الشرطي الذي يبدو صغيرا في السن ، من هالين و حملها ، و هي قامت بمحاوطة عنقه بيديها تراقب منزلها الذي تبتعد عنه شيئا فشيئا .

𝐒𝐏𝐘حيث تعيش القصص. اكتشف الآن