البَارْت الثَّانِي عَشَرْ

191 7 0
                                    

وقفت بصدمة ترى المشهد الكارثي امامها غير قادرة على الكلام

تريد ان تصرخ ان تندفع الى تلك السيارة حيث يرقد جسده الذي سرعان ما دبت النار داخله
تريد ان تقفز اليه تحميه من ألسنة اللهب التي تنهشه لكن جسدها يأبى الانصياع لامرها

كادت تقع لولا يدا مايكي التي امسكتها بسرعة
لتنزل الدمعة الاولى من عينها السليمة تليها الثانية فالثالثة

اخيرا استجمعت شتات نفسها لتنهض متجهة نحو السيارة تحاول الاقتراب منها لتشعر بجسد يحتضنها من الخلف مانعا اياها من التقدم اكثر

شرعت في ابعاده عنها لكنها توقفت حين اشتمت رائحته التي لطالما اشتكت منها و عاتبته على استخدام ذاك العطر الذي يذهب وعيها من رائحته القوية

لم تصدق احساسها به لتلتف تريد ان تتأكد انه هو من يحتضنها
تريد ان تصدق انه لم يكن في السيارة
انه لم يتحول الى رماد
انه مازال بجانبها حيا يرزق

قابلها وجهه المبتسم ابتسامة دافئة يطمئنها ان كل شيء بخير و بداخله سعادة لا توصف
يكاد يطير جراءها كونه تأكد انه في مكانة مميزة في قلبها و لا تستطيع التخلي عنه

اخيرا وجدت الكلمات طريقها لحنجرتها لتقول بصوت يكاد يُسمع

"هل انت حقا...هنا"

انطلقت من ثغره ضحكة خفيفة ليجيبها محافظا على تلك الابتسامة

"هذا انا شارلي ..اظننتي اني سأموت بهذه السرعة ؟ أنسيتي اني تلميذك يا معلمتي "

ابتسمت ممتنة انه بخير و بصحة جيدة
حتى انه قادر على المزاح في موقف كهذا

و في خضم تلك الحالة لمحت ذلك الشخص الذي تعبت من تحذيره و الرجوع عن انتقامه السخيف بالنسبة لها قادم تجاهها و من غيره جين الطفل الذي لا يكن لها سوى الحقد و الكره و البغض

هو يتخيلها يوميا متناثرة الى اشلاء او مقتولة بابشع طريقة او يقوم بتعذيبها ليذيقها جزءا مما عاشه خلال تلك السنوات الاي ابعدته خلالها عن والديه

ما ذنبهما كي تقتلهما ؟
ما ذنبي كي اترك وحيدا ؟
ما ذنبي ان اكون كلبا للاف بي اي ؟

كل هذه التساؤلات و اكثر يستحضرها كلما خمدت مشاعر الكره تجاه شارلوت ليذكر نفسه انه عليه الانتقام منها عاجلا ام آجلا

وقف امامهما ليقابلو بعضهم البعض بنظرات رصاصية لتتقدم هي منه بنية التحدث لكنه اطلق عليها النار لتستقر الرصاصة في معدتها ليصرخ بعدها بكل ما اوتي من قوة

"ما بالك وقحة فيرموث ، اتتجرئين ان تحدثيني  او ان تنظري الي اصلا ! انت حثالة لا بد من التخلص منها ، أنت خطر على البشر لهذا انا سأريحهم منك "

امسكها إيفان  قبل ان تفقد قواها لتضغط على الجرح و تستعد للتحدث

"انت حقا غبي "

"ماذا ! ماذا قلتي الآن !!"

"هل انت مدرك انك قد قضيت كل عمرك في ايجاد طريقة للانتقام مني لقتلي والديك دون ان تنظر في خلفيتي و لو لمرة واحدة "

"لا تمازحيني الان ، كيف يعقل ان لا ابحث عنك "

"لا انا متأكدة انك لم تبحث عن خلفيتي كاملة لان التي قتلت والديك و اضرمت النار في بيتك و جعلتك مشردا و يتيما و غير قادر على نسيان الماضي ليست انا بل امي ايها الاحمق "

فتح عينيه بصدمة غير مصدق ما تقوله لتقع هي على الارض تستنشق الهواء اكثر من المعتاد وسط بركة من الدماء حولها

"شارلي ابقي هادئة و لنذهب للعلاج حسنا ، لا تهتمي به هو لا يستحق ان تستنفذي طاقتك عليه "

نفت برأسها لتكمل بصوت متقطع

" انت ، ألم تسألني عن شبابي رغم مضي الزمن ..ذلك لان التي قابلتها ليست انا بل  امي لاننا نفس الملامح خاصة حين كبرت و الشعر الابيض نفس الشيء و حتى لو لم تكن انا فصدقني لست اسفة بشأنك و لا اتمنى ان تسامحني ولا امي لاننا كما قلت حثالة و لا بد نرحل ليعيش امثالك بسلام "

قالتها لتنظر للمرة الاخيرة له ثم لتلميذها و تقول
"لا تفعل له شيئا فهو لم يكن مدركا للحقيقة "

"اصمتى ارجوك و تماسكي قليلا "

حملها ليجري ناحية السيارة متجها لعلاجها بينما يصرخ محذرا اياها

"اياك و اغماض عينيك اتسمعينني ..لا تغمضي عينيك "

حتى و هو يصرخ و يهزها كل ذلك بلا فائدة لانها قد فقدت الكثير من الدم و تماسكت بما يكفي لانهاء حديثها و لن تكون قادرة على الحفاظ على وعيها اكثر من ذلك

لتغمض عينيها تاركة نفسها لذلك السواد القاتم

Disastro & Scorpione حيث تعيش القصص. اكتشف الآن