حينما عسعسَ اللّيل وتناثرَ ريشُه ، هوى صدَى ردًى مقدامٍ انفضَّ عقِب أُبّهتهِ الظلُّ والأرواح أسِيّةً .
شرّعتُ الطّاق في جلجلةٍ واستغرقت سعةُ حدقتاي في مطالعةِ ملاحةِ الكونِ ترمينَا من المأساةٍ أوجعهَا ، دبّجت الختامَ وطفِقت في تعوُّده .
لعلّ الهبلَ قد تطرّق خلدِ الكاتبِ فتمرّس خلع الأوراقِ بعضها عن بعض ، إنّ خرابَ الدّنيا يقَع .
لنقمةٍ عمّرت جسدِي السّقيم ، انخرطتُ بترقيمِ الأقدام الحافيةِ فيما تعتصمُ حبلَ الفرَار ، من غيبٍ لغيبٍ .
وتأمّلت نضارَة الويحِ في تأنّيهِ وجبروته ، اجتلبَ شغفِي مشهدًا من هلاكٍ رمت تدوينهُ فإن اكتنفتُ فناءً حينًا عمّر حبرِي وسالَ قرونا وقرونًا ، عسى مقفرٍ من حياةٍ يغتسلُ به زمنًا ما ويداومُ تخليدَ اسم مريضةٍ شهدت الإبادةَ ورقّعت ثقوبهَا بهاءً .
حينمَا سالَ لفظ البهاء طرف لسانِي ، بانَ وضّاح المحيَا قبالةَ نافذتي ، ولخيفةٍ أرجحَت عينيّ كدتُ أصوّرهُ خيالاً وما أوشكتُ لسنًا ربضَ سيماءَه . ولا اجتثّ خرابُ الدنيا من جمالِ عينيهِ غائضَه .
إذًا يا أومواموَا ، أنخوضُ الفُرقة ؟
اللّيلة لن أستعبرَك كما جرت العادَة ، بل سأحبّر عن ياسمينًا أشرقَ في استحياءَ كلّما أنخت رجلك العاريةَ أرضًا ، وأتقنتَ التّقاربُ يا كُلّي ، طيبُ العبيرِ يلاحقُ خطاكَ وأنا أختزلُ التّشتت .
الحقيقةُ في طوافٍ ، والحياةُ بنَا تطوفُ تلوّح وداعًا فجعلتُ أخضخض رأسي يمنةً يسرةً كأنّما أمنعُ عنه الأزُوف ، فيردعُني رجل اللّوحةٍ بشاشةً ويبلغنِي حسّه أنّ العالم لا يبركُ سطحَ اهتمامِه إنّما نحنُ نرقدُ سطحَ العالم.
مابالكَ يا سماويّ وتعمية اقتباساتِك ، قوسٍ مطر وسطح عالم ؟
أتبصّركَ منبسطِ الأساريرِ ، والكمان ينوحُ من ركنٍ يفشِي شأو المسرحيّة . إنّي أغرقُ في ارتياعٍ يا حلوِي ، أن تستلّك مني الفجاءَة ، إنّي رجوتكَ في سائر وقتٍ أن تكون ما شئت سوى شخصٍ أقطفُ منه جمال الموتِ فلا تدسّ جسمانكَ خشبة المسرح .
إنّك كما دبّجت عنك أبدًا ، تخطفُ من كلّ كائن حبريّ فلسفةً وحُسنا ترمينَا بهِ فنؤمنُ بالفردوس ، فيكَ رائحةُ السّماء تتجذّرُ وموجُ بحرُ إيجِه ليعليكَ تبجيلاً ، أنتَ يا عريّ أثينَا بيُمناك ماءٌ يروينَا ألف عامٍ وأنا ارتحلتُ صحراءً في تنقيبٍ عن غريبٍ به من الحنينِ فائضٌ عمّر عيناك السّوداويّتان.
تُطنب يدك فتقتاتُ من نباهَتي شيئا وترسيهَا انتفاخًا ثوى عينِي ، أناملكَ الشفوقةِ تخالنِي وترًا وأنا أصوّرك روميُو عند النّافذة . ثمّ تقمّصتُ قمرَ جولييت ، بضئلهِ حيالكَ يا أورانُوس . إذًا وكما دبّجت تحت مسمّى الدّيمُومة ... لعلّني مجرّد هاجس ، أنا الشّجرة.
تسمّرتُ فيما تكتشفُني ، تعزفُ لحائِي وتحصِي أوراقِي يدكُ الإغريقيّة ، ولأنّني أعظّم الفنّ ارتحلتكَ كذلك ، تعرّيني من ذاتِي وتفهمُ شخصِي فيمَا أنحتُ من أهدابكَ قوس مطر علّنا نستهلُّ الحياة .
خضنَا التّعامي ، وحينما كان الكونُ يلفظ أنفاسه حدثت مكامعَة بكمَاء ، تكهّنتهَا بحرًا لعمق أثرهَا ، ثمّ شاكلت قبرًا في ضيقهَا ، وكانت جنّةً لشعورهَا .
إنّ العالم يمرحُ فناءً ، ونحنُ نتعانَق ، نشدّ سبل السّلامةِ ونلتهمُ نجاةً من بعضنَا . ثمّ ينصَبُّ جودٌ ، ويتثاءبُ بوسَايدون ، وما تزعزع ظلّ عن روحِه .
يا سماويّ ، لقد لخَّصت هوس الشّعراء وحسنَ قافيتهِم . ذاتكَ المدينة الفاضلَة فما من بقعة غير يداك لها احتواء كمّ هائلٍ من الألفة ولا موطنَ ينمو أركانه سلامًا سواكَ يا أومواموَا.
ثمّ ... يحدثُ الطوفانُ والصّحوة .
غفلتُ عن مشهدٍ تراجيديّ وأنشأتُ أخيطُ لقياكَ ، أرمّم من فتات وجودكَ باخرة ً ورقيّة ، وأحطّ وزنهَا بركةً خلّفها المطَر .
اكتنفتُ بدني ، وفاوهتك في حُلم فطنَتي .
- نسَلتَ من وجودك ما يعدمُ فكرةَ عدمِك ، يا شخصي الأحبّ.
أنت تقرأ
همسات كاليستاي : اوموَاموا
Fanfictionكلمات من سحب ، قوقعة شعور وكوب دافئٌ من نذفات الثلج .