'

261 33 12
                                    

انبثقَت من جنان البهاء روحه ، جوار النّهر جثم جسمانُه ، مئات السنين قبل أن يخلّد اسمه في كتب التّاريخ ...فيحكَى عن هيئة ملاكٍ ألفت الزّهور الرقاد بفروة رأسه أنّ أهدابهُ تمادت بالعناق لطولِها ، وحصدت أرنبة أنفه قبلةً من السماء جنينها شامةٌ تسرّ العين ، وشفتَاه غمِّست بماء الوردِ في نافورةٍ غدت بمشيئة السّحر منبعًا للعطُور . كان ينصتُ للهديِر صباحًا كأنّما ينهب منه الهامًا ، ويعزفُ النّاي بالأمسيات تحت شجرةٍ معمّرة .

تنازعت الروايات على تسمِيته ، وقد نُسب في حكايةٍ ما لزيُوس بذريعة حسنِه فيشاعُ أنّه شقيق المليحة آفروديت في زمنه . وانخرط الفلاسفَة بنوبات النقاش وكثُرت الاقتباسات فهناك من اتّهمه بأصل الفنّ ، وفاضت بحيرة الشائعات تفشي زنبقا مائيّا بكلّ بتلة همسة وسرّ...

أذاعت بتلةٌ أن ضحكتهُ تماثل تغريد عصفور الجنّة ، وعاكستهَا من شابهتها لجرس كنيسةٍ يحمّم الروح من نجاستهَا ، ثمّ قيل انفراج أساريرِه يعلّم في المسرِح ونقلت الفرش ظهرهُ وظلّه بألوان كئيبةٍ فتستوطنُ المتاحف .

ذاك البهيّ ، مجهول الاسم .

همسات كاليستاي : اوموَامواحيث تعيش القصص. اكتشف الآن