الأول|مُحاولات عَديمة الجَدوى

32 5 11
                                    


َ بَعد عقدين..

ﻭﺍدﻱ ﻻﻓﻨﺪﺗﺮﺍﻥ.. مَنفـﻰ ﺍلنّكِرات ﻣﻦ ﺍﻟﻬُﺠﻨﺎﺀ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ يُردهم المَلِك بين رعيّتهِ مِن البشر، و لَم تقبلهُم الكياناتُ المُغايرة لِنصفهم البشري.

اِحتواهم الوادي في قريتهِ التي أصبحت مَنزِلهم الآمن.
هُناك البيوتُ المَصنوعة مِن الخشبِ تضجّ بأهلٍ لم تَمنعهم مظاهِرهم غيرُ المتوازِنة من الطيبة، بل كانوا أكثرها توزيعًا.

ﻭ ﻓﻲ ﺃحياء ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻳﺘﺮﺍﻛـﺾ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻟَﻌِـﺒًﺎ تحت شُعاع القَمر المُنتصِف، ﺃﻃﻔﺎﻝٌ حُفِرت البراءة بين ثنايا بَسماتِهم. بينما تَجلسُ عُصبةٌ مِنهم حولَ شابّـةٍ رقشاءُ البشرةِ مُبيضّة، كحلاء الشّعرِ الأجعد، مستويّةُ المِنخر المشدود، أما عينيها يُـقال كَصُفرة العِقيانِ وبريقه.

تحتضنُ ﺑﻴﻦ ﺃﻧﺎﻣﻠﻬﺎ ﺃﻭﺭﺍﻗًﺎُ ﺧُﻄّﺖ ﻓﻴﻬﺎ أساطيرٌ ﺣﺒﺬﺕ ﻫﻲ ﺃﻥ تحكِها لِصغار الجيل. " ﺩاريانكا." َ ﺳﻤﻌﺖ نِداءً يهتفُ بِاِسمها لِتناظر المُنادِ.
ﺷﺎبٌ في العُمر بالِغ، ﻭفي ﺍلشّكلِ ﻃﻔﻞٌ ﺯﺍﺋﻎ.
اِستوطنت الحُمرةُ عينيه وشعرهُ لِتُشكل وهيجًا جذابًا، بشرتهُ بَدت شاحِبةً ،رقيقة، بيضاء ومُتكسّرة كَأوراقِ الخَريف الذهبيّة الذي أسدل أول أناشيده خاطيًّا بِوقاره على مناكِب الصّيف.

"هَل قاطعتُكِ؟" سألها فَورما حَاز على اِنتباهها، لِتنف ناهِضةً باسِمةً في قولِها. "لَقد اِنتهت حكايتُنا لليوم، أراكم غَدًا." وفَي لحظةٍ رافقت الواقِف بِجوارِها. "هل أنت بِخير أوليڤر؟"

"في أفضل حال، لن تُصدقي ما حَدث!" تحمّس لِإخبارِها، أرادَ مِنها تفاعُلًا فضوليًّا لِيتبع حديثه لِتمثّل مُرادهُ تحثّهُ على الكلام بينما يَجلِسان في إحدى الحانـات. "قال لي وينستون أن لوريـن اِنفصلت عن خَليـلها، أنها فُرصتي."

"إذن.. أليسَ الطّقـسُ بارِدًا؟" حاولت صَرف موضوعِه بِشكلٍ ملحوظ لِينظر إليها بأعين مُضيقة."أجل، مع أنه يتبّقى للخريفِ شهرٌا كامل." أخطرها يِسبب فزعًا تبلوَر بِعينيها الفائضتين.

"ماذا؟ لَم ألحظ هذا! لم يتبقّ الكثير." صَرخت مُنتحبة تنتفِض. "لِمَ؟" تساءل يراها تهرعُ بتوتر. "أوليڤر، أنها لَعنة الخريف، كَكُل عام." فسّرت تجرّه معها بينما لم يعلم أين تتجه."أوه، صَحيح، سُباتك الخريفي."

"ليسَ سُباتًا فَقط، اللّعنةُ تحبسُني في عالم الأرواح، وهُناك تتمزّق روحي لِأشلاء، هذا يؤلِم."كانت على حافّة الاِنهيار بِعينين غَارقتين بِالدموع، أرادت الإسراع وهي على يقينٍ تام بِفشلها المُعتاد.

"أنتِ تقومين بِتلك التعويذة مُنذ أربعة عشر عامًا يا داريانكا."
جُملتهُ الأخيرة أسقطتها. مُحقًّا كان، مرّت أربعة عشر مِن الأعوام مُنذ إيجادِها كِتابًا يحتوي تعاويذًا لِكسرِ عدّة لعنات، جرّبتها مُحاولة بعد أخرى، وخِلالها لم تنجح قَط.

مَملكـةُ اللّعنـات» سَـجِينُ الخَرِيـفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن