الثّاني عَشر|حقيقة ملوّثة

1 0 0
                                    

الريـح غَدت الصوت الوحيـد بين الأكنة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

الريـح غَدت الصوت الوحيـد بين الأكنة.
حتّى زاحمتها صرصرةُ الخشبِ كلما اِرتطمت الأمواج به، كان صوتًا متغايرًا بشدة، لم يُرح بال المأسورةِ في حجرةٍ سافِل السفينة.

جفّت دموعها تاركةً مسارًا من الحرقة على ملامِحها، لم تفعل ما يدفعها لِتستحق ما يحدث، فكيف اِنتهى الأمر بها هكذا، هي حقًا لم تعرِف. كل ما تتذكّره هو أنها كانت في قصرِها قُبيل زيارةِ الأمير ماكسيمليان لها.

تُعِد ذاتها لِتستقبله، الأميـرة أدريانا وريثة العرش بِالدم، كانت ستتوّج في القريـب، ومع اِنشغالها بِرعيتها إلا أنها وافقت على مقابلته لِصفقة تجارية عرضتها مملكة تيريون، وكيف لها أن ترفض طلبًا من رفيقها.

خَرجت من حُجرتها إلى مكتب والِدها لتستقبلهُ في أبهى حُلةٍ تلبستها، تنورةً خضيرة بِنقوشٍ داكنة في نهايتها التي وَصلت لِكاحليها، شُد خصرها بِمشدٍ ذي جودة عالية تناسق سوادهُ مع خُضرةِ القميصِ المكمم حتّى معصميها تاركةً كفيها لِتغلفهما بقفازين قصيرين.

عِندما أُبلغت أنه قد أتى هبّت تستضيفهُ. توقفت عربتهُ في حديقةِ القصر، بينما يترجّل منها كان الحرسُ قد صفّوا لِيسير جلالتهُ، حتّى مكتبِها.

وقفت تنتظِرهُ قُبالة المدخل، تُعاين حلّتهُ البهيّة، لـم يفارقهُ الوقار مطلقًا، فاحت مِن هالتهِ الهيبة، في حين تناسقت أناقةُ ملبسِه مع سنـاعةِ وجهه المتقنة وإن أخفى نِصفها خلف قِناعه المعدني المُغلف لِأنفه وعينهِ اليُمنى.

"سموكِ الجميلة كَجمال النهار."لثم شفتيهِ على ظاهِر كفّها، وهكذا بدأت مقابلتهما الرسميّـة، سارَ معها لِيأخذ لنفسه مجلسًا على كرسي مكتبها، حينما بادر بالحديث."أنـه حقًا لَشرف تواجدي هنا معكِ، سموكِ."

عِنـدما خلت الحُجرة، بقت أدريـانا وحيدةً مع ماكسيمليان، وشُحنةٌ ثقيلة جالت بين عيونِهما، اِلتحمت سُبل أبصارهما، كانت تحدجُه تحديقًا بِعتمةِ مقلها الغيّابة، ريثما سَكنت نظرتهُ بِميلٍ على خاصته. كانت تتمتّع بِحدةٍ غاشمة بين عينيها، وجهٍ فولاذي ثابِت، بِبهاءٍ خالص إبريزي.

"تَستطيع رمي الرسميةِ عرض الحائـط الآن يا ماكس."لَعبت عقيرتُها الريشية بِتوازنه. شيئًا في صوتها، في نبراتها بدا أليفًا لسامعه، بِنغمةٍ دفيئة أوامةٍ لمست صدر مخاطبها، وحنّةٍ هادئة بِنقاء الغيث أول النّهار.

مَملكـةُ اللّعنـات» سَـجِينُ الخَرِيـفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن