الغيـوم تلوّت فوق رؤوسِهم، تتكدس بِخامةٍ عريضة عاليةً في الأفق الأزرق الباهر، ما جعل المنظر أكثر بهرجةً كان التل الأخضر المُرتفع عن باقي منازل وولتودان الهابِطة، كان التل يحمل منزلًا وحيدًا وعتيق، يَنزوي لِذاته بهيكلٍ ضئيل وخشبٍ بالٍ وقديم.
وقف كيتا على عتبة المنزل، يَلحقه ريجي، داريانكا وآزايا تبعًا له. "يا لها من مضيعةٍ للوقت." أطلق زفرةً متضجرة قُبيل هرجهِ القوي بِطرق الباب المُتهالك."اِفتح يا جُرذ! ڤيلكس، أعرف أنكَ بِالداخل، لِتفتح وإلا!"
"ويـحي! من هناك؟" أتاهم من خلف الباب، عذبٌ رقيـق، لم يكن صاخبًا. فُتح الباب، بِوتيرة وئيدة، يُظهر خلفهُ شابًا ممتد القامة ممشوق الجسد. تخبطت عدستاهُ الخضيرتانِ بينهم، والحيرةُ طاغيةً على معالمهِ اللطيفة. اِستقر بصره على الملك الأقل طولًا، لتعود البسمةُ إليه بلمحِ البصر.
"كيتا! لا أصدق أنكَ قررت زيارتي."أقُفل مسار بصره مع صديقه الأشعث، كانت بسمتهُ تشع دفئًا لرؤيتهِ لكيتا، بالمُقابل كان كيتا يحمل تعبيرًا متعجرفًا وملول."أجل، أيًا يكن.. هل ستدعنا لندخل أم ماذا؟"
"بِالتأكيـد! تفضلوا يا رِفاق."أفسح المجال، سامحًا لهم بِالولوج لِجوف منزلهِ. كُلما تحدث بِبسمةٍ اِنضغطت عيناهُ بِخفة، كان منظرهُ بشوشًا وظريفًا."مرحبًا بكم! أتفضلون الشاي؟ لدي بعض حبوب القهوة أيضًا، أم أنكم تفضلون الحليب؟ كيتا يُحبذ التفاح المعصور، وريجي لكَ نبيذ، صحيح؟" بِحماسةٍ عرض عليهم الجلوس، نبرتهُ الرقيقة أراحتهم.
"كيتا، هلّا عرفتني برفاقك؟"أخذت يصب الشاي في أكوابٍ فخارية أنيقة."أنهم ليسوا بِرفاقي!"زمجر بِوجهه الباسم، كان ڤيلكس صبورًا، ذو قلبٍ واسع."أنهم رفقاء رحلتنا الجديدة؛ داريانكا، وهي ساحِرة، وهذا آزايا، صائد كنوز."أخذ ريجي كأس النبيذ يتجرعه بينما يُحافظ على أسلوبه السلس بِالحديث.
"أحقًا هذا؟ حسنًا، مرحبًا بكما! ڤيلكس هـادوك، في خدمتكما."
جالت أعينها في أنحاء منزله المُتواضع، كان مُزدحمًا بِكتبٍ وخرائط، موادٍ سحرية وأسلحة، القناني ملقيةٌ على الرفوف والنبات يتعلقُ من السطح. حميميةٌ أغرقت المنزل وصاحبه.
أنت تقرأ
مَملكـةُ اللّعنـات» سَـجِينُ الخَرِيـف
Fantasyاللّعنةُ التي غَزت جُثمان داريانكا مُنذ تكوّن ذَاكِرتها أصابتها بِالعجز والضُعف، لِتجزِم بِتركِ منفاها بحثًّا عن الترياق، وبِتركِها للحُدود أدرَكت كون بحثها لا يُلخّص بِترياقٍ وحسب. _ مملكـةُ اللّعنـات سـجينُ الخَريـف»فانتازيا جَميع الحُقُوق محفُوظَ...