مضت ثلاثة أيامٍ بالفعل مُنذ ترك داريانكا للمنفى. كانت تحتسِب الوقت الباقي لِتعاجل ذاتها.
بعدمـا عرفت عن منفذ لمعضلتها، سمحت لِنعاسها بِالفوز، كانت اليقظةُ تُمحى من أجفانـها المُنطبقة، فَرسى هيكلها بِسكينةٍ على الفراش الواسِـع في غرفة ريـجي بعدما رفض كيتـا مشاركة خاصته.
أحداث اليوم لم تفارق ذهنها مع ذلك، بقى شريطُ الأفعال يتكرر أمام عيونـها، حدثٌ واحد علق في رأسها، لم تتخطاه لكونه أثار أعصابها.
ذلك الكيتا لم يَرق لها، متعجرفٌ متكبر يظن الجميع حُثالة، كان نوعها الأقل تفضيلًا.
قُبيل أن تقرر النـوم وفي أرجاء القصر حظت بِوجبةٍ متكاملةِ المقادير، اللّحمُ الوفيـر والتوابل الغنيّة، أُنعِم على معدتها لِفترة، وحظت بِحُبورٍ لحظي إلى أن قرر سيّد -على حقٍ دائـمًا- أن يُفسده.
"إن لم أكن مُخطئ وأنا بالتأكيـد لست كذلك، أنتِ لم تبرهني لي أنكِ ساحرةٌ بِحق."شفنها بِطرف عينه، يجعل مضغها أصعب."أخبرتك، أنا ضعيفةٌ بدون موارد."خلت نبرتها من المشاعِر، تصف حالتها لِترتد تفسيراتُها على ملامِحه المُكذبة.
"لِـمَ صدقتكَ من المقامِ الأول أيها التنين الساذج."هذه المرة وجه لؤمهُ تجاه ريـجي المفترس، لطفهُ كان يُمحق أمام الطعام، لم توقفهُ كلمات كيتا السامة عن الاستمتاعِ بوجبته، لم يلتفت حتى يستمرُ بِشرههِ الفاجع أمام الصحون.
"أتمضعُ طعامك حتّى؟ لا تبتلعهُ دفعةً واحدة ستختنق!"عاد يحاورهُ دافعًا بِكوبٍ هائـل ضمّ النبيذ المُخمّر لِيحتسيه رافعًا عنقهُ عن الصحن الفارغ يُقابل زوج عيون كيتا المُندفعة.
"أعتذر جلالتك، أنا ضعيفٌ ضد ما تطبخه."تملق لِيروض قدح فظاظتهِ."أنت ضعيفٌ أمام كل الأطعمة، ولا تغير الموضوع يا جثة!"فشل في ترويضه، كان جامحًا لا يُكبح.
"لا أصدق أنني أتعاملُ مع هذا الهُراء كل يوم، والآن عبءٌ جديد قرر اللحاق بي."
"كيتا! لا تعجلها تشعر وكأنها عبء، هي ليست كذلك."
كانت صامتة، تحاول جز أعصابها مع الخضار في طبقها. بينما يحدجها بعقيق عينيه لِتتجنب هي النظر له، لأنها لو فعلت، سينفذ صبرها من وقاحته، لم تصدق أنها بكل عفويةً أعطتهُ عناقًا مسالم.
أنت تقرأ
مَملكـةُ اللّعنـات» سَـجِينُ الخَرِيـف
Fantasyاللّعنةُ التي غَزت جُثمان داريانكا مُنذ تكوّن ذَاكِرتها أصابتها بِالعجز والضُعف، لِتجزِم بِتركِ منفاها بحثًّا عن الترياق، وبِتركِها للحُدود أدرَكت كون بحثها لا يُلخّص بِترياقٍ وحسب. _ مملكـةُ اللّعنـات سـجينُ الخَريـف»فانتازيا جَميع الحُقُوق محفُوظَ...