جحظت مقلتي عماد من شدة الصدمة وهو يستمع إلى حديث رضا الذي اتصل به يتأكد منه عن أمر دعوة مالك لهم على خطبته.
لاحظت أحلام حالة الذهول التي تلبست زوجها فاقتربت منه وأشارت له تسأله بخفوت عما أصابه ولكنها لم تتلقَ منه أي جواب فبقيت تنظر له منتظرة منه أن يفسر لها كل شيء بعد انتهائه من الحديث مع شقيقه.
الأمر كان صعب جدا على عماد لدرجة أن لسانه قد انعقد لبضع ثوانٍ لم يتمكن خلالها من الحديث فقد تعقدت الأمور عكس ما كان يتوقع وصار كل شيء أسوأ من ذي قبل.
طال صمت عماد فهتف رضا بضيق:
-"مالك يا عماد ساكت ليه؟! أنا بقالي كتير بكلمك وأنت مش بترد".
وأخيرا تمكن عماد من تجاوز الصدمة التي استحوذت عليه وهتف بتلجج وهو يجلس على أقرب مقعد صادفه تحت نظرات زوجته المتعجبة من وضعه فهذه هي المرة الأولى التي ترى فيها زوجها على هذه الحالة:
-"معاك يا رضا أنا سامعك وبجد حاسس بالإحراج منك أوي لأن فعلا مالك كان اتصل بيا وعزمني وأكد عليا أقولك بس أنا نسيت".
ردد رضا بذهول فهو لم يكن يتوقع أن يؤكد عماد حديث مالك ويثبت حسن نيته:
-"إيه الكلام اللي أنت بتقوله ده يا عماد؟! هو أنت بتهزر معايا ولا إيه؟! هي مسألة العزومة دي حاجة تتنسي يا راجل؟!"
فرك عماد جبينه ورد بنبرة مريرة تدل على شدة الحسرة التي يشعر بها في قلبه على ابنه الذي كان يريد أن يراه في مكانة مرموقة:
-"ولا بهزر ولا حاجة، الظاهر كده يا أخويا أن أنا كبرت وخرفت وجالي الزهايمر بدري وبقيت بنسى كل حاجة ومنهم أن مالك اتصل بيا وأكد عليا أبلغك أنت وأماني بموضوع الخطوبة وهو فكر أني قولتلكم وزعل جدا من عدم حضورنا".
هتف رضا بشك فهو لم يقتنع بالكلام الذي سمعه وشعر بوجود أمر غير طبيعي في هذا الأمر:
-"لا حول ولا قوة إلا بالله، ليه بتعمل كده يا عماد؟! لو غرضك من الكلام ده أني مزعلش من مالك فأنا خلاص يا سيدي مش زعلان منه وهعدي الموضوع ولا كأنه حصل".
حاول عماد إقناع شقيقه مرة أخرى فهو يجب أن يخفي الأمر الذي صار واضحا أمامه كوضوح الشمس في وقت الظهيرة:
-"صدقني يا رضا مالك فعلا قالي بس أنا تركيزي راح خلاص وده مش الموقف الوحيد اللي حصل معايا، لو مش مقتنع بكلامي ممكن أدي التليفون لأحلام عشان تكلمها وتتأكد منها وهي هتثبت كل كلمة قولتها".
نظرت له أحلام التي كانت تتابع الحديث بصدمة شديدة فهي لا تزال غير قادرة على استيعاب ما قام به زوجها فقد كذب على شقيقه حتى يخفي حقيقة مالك عن الجميع وليس هذا فقط بل استخدمها حتى يدلل على صحة كذبته.
تحدث رضا بسرعة رافضا وضع أخيه في هذا الموقف المحرج أمام زوجته:
-"لا يا عماد الموضوع مش مستاهل، حصل خير يا أخويا وأنا خلاص صدقتك بس ياريت تروح تشوف دكتور عشان تحل المشكلة دي".
أنت تقرأ
منقذي الزائف
Random-"اسمعي يا آية إحنا صحيح اتجوزنا بس الجواز ده هيكون مجرد حبر على ورق لأن أنتِ بالنسبة ليا هتفضلي مرات أخويا الله يرحمه وعشان كده جوازنا هيكون صوري مش أكتر وده عشان نرضي ماما وأنا عارف كويس أنك كنتِ بتحبي ياسين أخويا وواثق أن دي رغبتك أنتِ كمان وأن م...