الفصل الرابع عشر

2.8K 131 18
                                    

أخذ أحمد يسير ذهابا وإيابا أمام عيني والدته وهو يزفر بضيق قائلا:

-"أنا سمعت كلامك يا ماما واقتنعت بوجهة نظر محمد وبقالي أسبوع بحاول ولحد دلوقتي مش لاقي طريقة تخليني أقدر أقابل هبة برة بيتها وقدام شخص أكون واثق أن لو هبة حاولت تكدب وتقول أني بجبرها تتنازل ساعتها ينكر ويقف في صفي".

أخذت أماني تفكر معه في وسيلة يتحدث بها مع هبة فهي لا ترد على اتصالاته ورفضت بشكل قاطع أن تتواصل معه.

ابتسمت أماني بعدما أوصلها تفكيرها إلى الشخص المناسب الذي سوف يقوم بتلك الخدمة من أجل ابنها.

رأى أحمد الابتسامة الظاهرة على وجه والدته فجلس أمامها ورمقها بدهشة متسائلا:

-"ممكن لو سمحتِ يا ماما تعرفيني إيه سبب الابتسامة الحلوة دي؟!"

أجابته أماني ببسمة مشرقة وهي تمد يدها وتملس على وجنته:

-"لأني عرفت خلاص مين الشخص المناسب اللي هيساعدنا في الموضوع بتاعك".

ظهرت اللهفة في صوت أحمد واقترب بوجهه من والدته وهو يتساءل:

-"ومين بقى اللي هيساعدني في الموضوع ده؟"

أجابت أماني باسم أخر شخص كان من الممكن أن يتوقعه أحمد وهي "مروة'' وهذا الأمر جعله يشك ويردف باستغراب شديد وهو يقطب جبينه:

-"وأنتِ إزاي واثقة أن مروة هتساعدني والكل عارف أنها مكانتش بتطيقني من الأساس؟!"

تنهدت أماني وتحدثت بجدية تامة جعلت دهشته تزداد:

-"صحيح مروة كانت مش شايفاك مناسب لهبة بس هي مش طايقة مالك وشايفة أنه تِعبان زي أخته بالظبط وبعدين هي مش هتعمل حاجة غير أنها هتساعدك بطريقة غير مباشرة في أنك تقابل هبة وتكلمها".

فهمت أماني من ملامح ابنها أن لديه العديد من التساؤلات التي تدور في ذهنه، وأبرز هذه الأسئلة هي كيف سوف يتفق مع مروة وهو لا يملك رقم هاتفها أو أي معلومة عنها؟!

لم تستمر حيرة أحمد لوقت طويل فقد شرحت له أماني وأخبرته أن والدة مروة التي تدعى "شيماء" تكون صديقتها المقربة وتلك المرأة لا تصدق أن أحمد قد قام بهذا الأمر الشنيع مثلما يقول الجميع.

أخذت أماني تضع الخطة أمام عيني أحمد الذي شعر بالانبهار وأثنى على ذكاء والدته التي سهلت عليه ما يريد تنفيذه بعدما استغرق أسبوع كامل في التفكير.

▪▪▪▪▪▪▪▪▪

اليوم يصادف الذكرى السنوية الخاصة بموت والدة مالك التي رحلت وتركته بعدما فشلت في التغلب على مرض السرطان.

لقد حزن كثيرا على رحيلها واعتزل الناس وصار لا يريد أن يتواصل مع أحد وقد حاول عماد كثيرا أن يساعده ويخرجه من تلك الحالة المؤسفة ولكنه فشل فشلا ذريعا.

منقذي الزائفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن