الفصل الرابع والعشرون

2.9K 148 21
                                    

-"طيب وأنت يا دكتور مصطفى إيه تحليلك للوضع بعد ما أنا حكيتلك كل حاجة، يعني هل أنت عند حضرتك تفسير منطقي لكل اللي بيحصل لمالك؟"

قالتها أحلام وهي تنظر إلى قريبها مصطفى الذي يعمل طبيبا نفسيا فقد جعلت عماد يتصل به ويطلب منه أن يحضر إلى منزلهما.

أخبرت أحلام قريبها بكل شيء عن حالة مالك منتظرة منه أن يمنحها تفسيرا منطقيا لكل ما يجري معه.

تنهد مصطفى ليحدث عماد وزوجته بجدية مطلقة بصفته طبيب وليس بصفته قريب لهما:

-"بص يا أستاذ عماد، أنا مقدرش أحكم على حالة ابنك غير لما أقعد معاه وأشوفه وأشخصه بنفسي ولكن كل اللي أقدر أقولهولك أن الكلام اللي أنت حكيته ليا دلوقتي ده بيدل على شيء واحد بس وهو أن ابنك عنده نوع من أنواع الانفصام في الشخصية".

نظر عماد إلى زوجته وكاد يتحدث ولكن قاطعه مصطفى بقوله:

-"أنا ما ينفعش أجزم بأن مالك مريض نفسي لأن فيه جرائم كتيرة بتحصل دلوقتي وكل مجرم بيحاول يخلص نفسه بادعاء المرض النفسي اللي عمره ما كان مبرر ومش كل مجرم هيتقال عليه مريض نفسي وعشان كده أنا لازم أشوف ابنك وأقعد معاه وأقيم حالته بنفسي".

اعتلى الحزن ملامح عماد الذي طلب من مصطفى أن يشرح له بشكل مبسط عن انفصام الشخصية حتى يعلم إذا كان مالك يعاني بالفعل من الانفصام أم أنه يتظاهر أمامه بالجنون حتى يجعله يهتم به أكثر من اللازم؟

بدأ مصطفى حديثه عن انفصام الشخصية بأنه مرض نفسي يؤدي إلى اختلالات شديدة في طريقة نظر الشخص إلى من حوله ويتسبب هذا الاختلال في تغيرات تطرأ على سلوك الفرد وتجعل لديه أوهام راسخة نحو أمر ما رغم وجود جميع الإثباتات التي تؤكد عكس اعتقاده، كما أن المريض بالانفصام يقوم بتصرفات غريبة على عكس عادته وتلك التصرفات ينساها في وقت لاحق ويصاب بهياج عصبي شديد إذا نعته أحد بالجنون أو حاول التحدث عن مرضه أمامه وسبب هذا المرض يكون في الغالب ناتج لمرحلة طفولة غير متزنة مرَّ بها الشخص المريض.

تمنى عماد لو كانت نسرين لا تزال على قيد الحياة حتى يجعلها ترى نتائج أفعالها فهي قد زرعت الحقد في قلب ابنها رغما عنه تجاه عائلة رضا وأجبرته على كرههم وها هو الآن يحصد ثمار تلك النبتة الخبيثة التي وضعت بذورها بالقوة داخل عقله.

▪▪▪▪▪▪▪▪▪

لم يعد هناك أي مجال للشك بالنسبة لعمرو فقد تكشفت أمامه جميع الحقائق وصار واثقا بنسبة مليون في المئة بوجود علاقة غرامية تجمع بين كل من شادي وآية وذلك بعدما رأى بعينيه ذهابهما إلى نفس المطعم في توقيت واحد وجلوسهما معا على طاولة واحدة.

ضغط عمرو على أصابعه بحدة متمتما بغيظ بعدما كز على أسنانه:

-"قسما بالله لهخليكِ تدفعي التمن غالي أوي يا آية؛ لأن واضح أوي من لبسك ومنظرك وأنتِ رايحة تقابلي شادي أن علاقتك بيه قديمة ومن قبل موت ياسين الله يرحمه".

منقذي الزائفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن