الفصل الثاني والعشرون

2.9K 147 32
                                    

دخل عمرو إلى الشقة برفقة مروة وهو يعاتبها على تصرفها الأهوج الذي جعله يتشاجر مع والدته.

زفرت مروة قائلة بحنق بعدما جلست على الأريكة:

-"خلاص يا عمرو كفاية بقى، أنت من ساعة ما طلعنا وأنت عمال تهزقني".

نظر لها عمرو قائلا بعتاب وهو يربت على كتفيها محاولا جعلها تتفهم السبب الفعلي وراء توبيخه لها وأنه يفعل ذلك بدافع الخوف عليها:

-"أنا مش بهزقك يا مروة، كل الحكاية أني خايف عليكِ وبلومك على تسرعك وإهمالك اللي خلاكِ تتخانقي مع آية وتضربيها وأنتم واقفين على السلم".

أخذ عمرو شهيقا وزفيرا متابعا بضيق وهو يجلس بجوار مروة التي نكست رأسها أرضا حتى لا تواجه نظراته المعاتبة:

-"أنا لحد دلوقتي مش مستوعب أن مجاش في بالك أنها كان ممكن تزقك وأنتم موجودين على السلم ولو حصلك حاجة فمحدش هيقدر يوجه ليها نص كلمة لأن أنتِ اللي بدأتِ في ضربها وهي هتظهر في هيئة الست المسكينة اللي كانت بتدافع عن نفسها".

رفعت مروة وجهها وأخذت تبرر تصرفها الطائش وهي تبكي بشدة فهي لم تفرح بزواجها من عمرو ولا بحملها بسبب أفعال آية:

-"أنت عندك حق يا عمرو وأنا فعلا غلطانة بس ياريت تحط نفسك مكاني، أنا واحدة جوزها اتجوز عليها أرملة أخوه وهي لسة عروسة جديدة".

حاول عمرو مقاطعتها ولكنها لم تسمح له بذلك واستكملت حديثها الذي كشف مدى القهر الذي تشعر به:

-"كنت عايزني أعمل إيه وأنا شايفة قدامي الشيطانة اللي كانت عايزة تسرق جوزي مني ولما فشلت حاولت تعملي سِحر وبعد كده حطت صابون على الأرض ولولا ستر ربنا كان زمان بنتي ماتت وبعد كل ده كانت عايزاك تشك فيا وتفكر أني بخونك".

رفعت مروة صوتها الذي تحشرج بسبب شدة بكائها تشكو إليه الألم الذي يسكن قلبها ولا يشعر به أحد سواها:

-"أنا تعبت أوي يا عمرو، أنا واحدة من ساعة ما اتجوزت وأنا عايشة في جحيم ومعاناة ومش عارفة أفرح وكله من تحت رأس الشيطانة اللي أمك شايفاها ملاك بجناحين''.

احتضن عمرو زوجته وملس على رأسها هاتفا بحزم فهو قد سأم من آية التي أفسدت فرحته بحياته مع زوجته أكثر من مرة:

-"كل حاجة هتخلص قريب يا مروة، صدقيني أنا واثق أن آية هتختفي من حياتنا قريب أوي ومش هتقدر تزعجنا تاني".

قطع عمرو هذا الوعد بناء على الاتصال الذي جاءه من محمد قبل سماعه لصوت المشاجرة التي دارت بين آية ومروة فقد علم في هذه المكالمة أن شادي في طريقه الآن إلى القاهرة وإذا كان شكه صحيح فسوف يلتقي بالفتاة التي يحبها والتي يثق عمرو بنسبة مليون في المئة أنها تكون آية.

▪▪▪▪▪▪▪▪▪

وجه عماد نظرات حزينة نحو مالك الذي استيقظ بعد فترة من إغمائه ووجد والده يجلس أمامه.

منقذي الزائفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن