اقتباس

16.6K 298 17
                                    

-"اسمعي يا آية إحنا صحيح اتجوزنا بس الجواز ده هيكون مجرد حبر على ورق لأن أنتِ بالنسبة ليا هتفضلي مرات أخويا الله يرحمه وعشان كده جوازنا هيكون صوري مش أكتر وده عشان نرضي ماما وأنا عارف كويس أنك كنتِ بتحبي ياسين أخويا وواثق أن دي رغبتك أنتِ كمان وأن ماما ضغطت عليكِ عشان توافقي على الجوازة دي''.

أصيبت آية بالصدمة وخيبة الأمل بعدما سمعت هذا الكلام فهي لم تكن تتوقع أنه لا يريدها وأن يصل به الأمر إلى إعلانه عن مشاعر عدم رغبته بها بشكل صريح في ليلة زواجهما ودون أن يفكر قليلا في هذا الأمر.

كبحت آية دموعها بصعوبة شديدة فقد شعرت بالإهانة بسبب كلمات عمرو وحاولت أن تتمالك نفسها بصعوبة فهي لم تتصور أبدا أن يأتي رجل ويرفضها ويعلنها صراحة أنه لا يريدها.

استكمل عمرو حديثه الذي ترك جرحا غائرا في قلب آية:

-"اطمني خالص يا آية ومتقلقيش، الأيام اللي هقعد فيها عندك جوا شقتك كل واحد فينا هيقعد في أوضة وأنا مش هتعرض ليكِ نهائي وأول ما الشمس تطلع هخرج على طول من الشقة''.

خرج عمرو من الغرفة وهو يشعر بالراحة لأنه استطاع أن ينال رضا والدته وفي الوقت نفسه لم يخسر زوجته التي أخبرته صراحة أنها سوف تتركه إذا تزوج من آية.

تذكر عمرو الحديث الذي دار بينه وبين مروة عندما أخبرها أن فادية تريد منه أن يقترن بأرملة أخيه:

-"أنت اتجننت يا عمرو ولا جرالك حاجة في عقلك، بقى عايز تتجوز عليا مرات أخوك وإحنا لسة جوازنا مكملش ست شهور؟!''

شعر عمرو بالضيق ولم يكن يرغب في الاستمرار بهذا الحديث ولكنه مجبور على ذلك فقد أقسمت والدته وانتهى الأمر وإذا لم يلبي رغبتها سوف تكون غاضبة عليه إلى يوم القيامة:

-"اهدي بس يا مروة واسمعيني أرجوك، ماما حلفت عليا لو رفضت أتجوز أرملة أخويا هتفضل غضبانة عليا ليوم الدين وأنا مش هينفع أعصي أوامرها لأنها في الأول وفي الأخر تبقى أمي اللي ربتني وكلامها هيفضل دايما سيف على رقبتي".

صرخت مروة بعصبية شديدة فقد ظنت في بداية الأمر أن زوجها يمزح معها بشأن هذا الزواج ولكن بعدما سمعت منه هذا الحديث تأكدت بلا أدنى شك أنه ينوي بالفعل أن يتزوج عليها من أرملة أخيه:

-"على جثتي الكلام ده يحصل يا عمرو، سمعت أنا قولت إيه، مش أنا اللي أقبل بأن يكون ليا ضرة ولو أنت فضلت مصمم على رأيك يبقى تطلقني وكل واحد فينا يروح لحاله".

حاول عمرو تهدئة ثورة زوجته بقوله:

-"يا بنت الحلال اسمعيني بس وشوفي أنا هقول إيه".

ارتفع صوت مروة وازدادت حدة نبرتها وهي تصيح:

-"مش عايزة أسمع منك أي كلمة زيادة وزي ما قولت ليك يا عمرو، المأذون اللي هيكتب كتابك على آية هو نفسه اللي هيطلقني منك زي ما الشرع حلل ليك تتجوز أربعة أنا كمان ربنا أداني الحق أطلب الطلاق منك وأروح أتجوز من واحد تاني يقدرني وده لو أنا شايفة أن جوازتك عليا هتأذيني من الناحية المعنوية والنفسية".

جن جنون عمرو عندما لمّحت له مروة بأنها سوف تتزوج برجل أخر في حال انفصلت عنه وهذا الأمر أجج غضبه وجعله يمسكها من ذراعها ويهدر بخشونة:

-"الله يكرمك اهدي وسيبيني أكمل كلامي للأخر، جوازي أنا وآية هيكون على الورق بس يعني مش هقرب منها نهائي لأنها هتفضل بالنسبة ليا مرات ياسين الله يرحمه ومستحيل أعتبرها مراتي".

أشاحت مروة بوجهها حتى لا يرى دموعها التي أغرقت وجنتيها ولكنه أدار وجهها ونظر إلى عينيها بنظرات برهنت على عشقه لها وهذا ما أكده بقوله:

-"أنا بحبك أوي يا مروة وأظن أنتِ عارفة كويس أوي الكلام ده وشاهدة على كل الحاجات اللي عملتها عشان تبقي مراتي ومحدش يقدر يفرق بيننا".

همست مروة بحشرجة وهي ترمقه بعتاب:

-"أنا مقدرش أشوفك متجوز واحدة تانية حتى لو كان جواز صوري زي ما أنت بتقول''.

احتضنها عمرو وربت على كتفها قائلا:

-"ولا أنا أتحمل أن واحدة غيرك تبقى مراتي بس غصب عني أنا لو معملتش كده ماما هتغضب عليا وأنت أكيد مش هيرضيكِ أن ده يحصل".

رفعت مروة سبابتها في وجهه وهي تتحدث بنبرة حازمة امتزجت بالشهقات التي كانت تصدر منها بسبب بكائها:

-"أنا هوافق بس بشرط أنك مش هتبات عندها ولا يوم مهما حصل وكل اللي هتعمله في الأيام اللي المفروض تطلع فيها عند آية هو أنك هتستنى لما ماما تنام وبعدها تنزل عندي''.

شدد من احتضانها وقبل جبهتها قبل أن يردف:

-"حاضر يا قلبي، أنا هعمل كل اللي أنتِ عايزاه بس أرجوك متزعليش مني لأني مقدرش أشوفك زعلانة''.

منقذي الزائفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن