دلف عماد إلى غرفته حتى يبدل ملابسه ويذهب إلى ابنه حتى يضع له حد لأفعاله ولكنه توقف بعدما لحقت به أحلام وهي تصيح بعصبية:
-"أنت لازم تقعد وتفهمني كل حاجة لأن خلاص عقلي هيطق منك ومن ابنك المجرم اللي أنت كنت بتحاول تداري على مصايبه طول الفترة اللي فاتت".
زفر عماد بغضب لأنه علم أن زوجته سمعت حديثه مع خميس واكتشفت حقيقة محاولة قتل مالك لأحمد وإذا لم يجلس معها ويشرح لها كل شيء فهي حسب معرفته لطباعها سوف تقوم بإبلاغ الشرطة؛ لأنه يبدو من ملامحها أنها تخاف على نفسها وعلى ابنهما الصغير من بطش مالك.
جلس عماد على طرف الفراش وأطلق تنهيدة طويلة قبل أن يردف باستسلام:
-"إيه اللي عايزة تعرفيه بالظبط يا أحلام؟''
نظرت أحلام في عينيه وهي تسأله بصرامة تحذره بنظراتها من محاولة الكذب عليها:
-"ليه كدبت على رضا وقولتله أن مالك عزمك على الخطوبة وقالك تعرفهم لأنه اتكسف يقولهم بنفسه بسبب أن هبة كانت خطيبة أحمد بس أنت اللي نسيت تقولهم؟!"
أجاب عماد وهو يشعر بمرارة حادة في حلقه بعدما ذكرته زوجته بحقيقة أنه ادعى الخرف حتى يخفي شيئا يتعلق بابنه عن أعين الجميع:
-"كان لازم أعمل كده يا أحلام عشان أحافظ عليه لأن مكانش ينفع أطلعه كداب بعد ما هو أصر على كلامه قدام رضا وقال أنه قالي أعزمهم".
كلام عماد جعل وتيرة الحيرة تتصاعد داخل أحلام التي هتفت بعصبية فهي لا تكره في حياتها أكثر من الغموض الذي يتعارض مع طبعها كامرأة فضولية تحب معرفة كل شيء:
-"أنت عايز تجنني يا عماد ولا إيه بالظبط؟! يعني أنت مش عايز تخلي مالك يبان أنه كداب تقوم تبين نفسك مجنون قدام أخوك؟!"
صاح عماد بصوت مقهور والدموع تنحدر من عينيه:
-"أمال عايزاني أعمل إيه يا أحلام، أروح أقول قدام الناس كلها أن ابني الكبير هو اللي مجنون!!"
اتسعت حدقتي أحلام من هول الصدمة وأخذت تردد بعدم استيعاب:
-"مجنون!! هو مين ده اللي مجنون يا عماد؟! إيه الكلام الفارغ ده؟!"
هز عماد رأسه مؤكدا حديثه وهو يشعر بألم حاد في قلبه الذي انفطر من شدة الحزن على حال ابنه:
-"ده مش كلام فارغ يا أحلام، دي الحقيقة اللي كنت بحاول أداريها".
تسطح عماد على السرير وهو ينطق بالحقيقة التي تجعل فؤاده يتمزق:
-"أنا لاحظت تصرفات مالك المضطربة من زمان أوي أثناء طفولته والموضوع زاد معاه بعد وفاة والدته اللي كانت بتعمل نفسها مسكينة قدامه وفهمته أني بخونها وهو بقى مقتنع أن الكلام ده صحيح بعد جوازي منك''.
أنت تقرأ
منقذي الزائف
Acak-"اسمعي يا آية إحنا صحيح اتجوزنا بس الجواز ده هيكون مجرد حبر على ورق لأن أنتِ بالنسبة ليا هتفضلي مرات أخويا الله يرحمه وعشان كده جوازنا هيكون صوري مش أكتر وده عشان نرضي ماما وأنا عارف كويس أنك كنتِ بتحبي ياسين أخويا وواثق أن دي رغبتك أنتِ كمان وأن م...