11

32 8 6
                                    

إذاً.. مرحبا مجددا!  أشعر انني أطلت الغياب لكن على اي حال ها أنا اكتب رسالة أخرى جديدة
واعذرني فهذه المرة ساتجاوز المقدمات التقليدية، لذا دعنى نبدا بالموضوع مباشرة

اسمح لي أن أسألك..
ماذا يعني المستقبل بالنسبة لك؟

عن نفسي فالمستقبل..بالنسبة لي، ان كنت ساصفه..
اذا كنت سامثله بلون ما
اظن الاسود هو الأنسب، هكذا أراه..
حسنا، لما الاسود؟

ببساطة لأن المستقبل مجهول بنسبة 100٪ بالنسبة لنا، أو لنقل 99٪ في حال احتسبنا بضع اشياء - لا زلت اظن ان النسبة التامة اكثر صحة-

أيا يكن

دعني اُوضح ما أعنيه
مثلا الان
هل يمكنك أن تخبرني بشكل حاسم مالذي سيحدث لك خلال الخمس دقائق القادمة والتي تعد جزئا بسيطا من "المستقبل"؟

دعني اجيب بدلا عنك

كلا، لا يمكنك

أقصى ما ستستطيع اخباري به لا يتعدى كونه توقعا
تخمينا ما، والأمر مشابه مع اللون الاسود
دعني أوضح اكثر
لنفترض وجود غرفة مظلمة - سوداء -
عندما تنظر إلى داخلها انت لا يمكنك رؤية شيء، لكن قد تخمن وجود اشياء معينة
قد تخمن وجود كأس من الماء مثلا
طاولة، بعض الارائك، الكراسي او حتى مجرد نافذة وستائر
لكن لاشيء من هذا وجوده مؤكد بنسبة تامة.

المستقبل برايي شيء كهذا
انت لن تعرف ابدا ما ينتظرك في المستقبل ابدا، أكرر ابدا!

لأنك و ببساطة حين تفعل، سيكون المستقبل قد أمسى حاضرا بالفعل، هو ليس بمستقبل بعد الآن!

ربما يدور في ذهنك سؤال الان أيها الغريب
سؤال ك "إلى ماذا تريدين الوصول، ما مغزى حديثك هذا؟"

لذا دعني لا اطل بكلمات عديمة الجدوى ولاجيبك

لاشيء!

حسنا، اجل، لاشيء..

فقط ربما احاول ان أوضح لك ان هناك صفرا من الفائدة حيال قلقك حول المستقبل ان كنت تفعل - او ستفعل -

قد تفكر بشيء ما تتمنى حدوثه مستقبلا وبشدة
ثم قد تبدأ بالقلق من ان هذا الأمر ربما لن يتحقق
وما سينتج عن كل هذا التفكير والقلق هو نسخة متوترة منك و شديدة القلق حيال كل ماهو قادم

لذا أكرر، هل سيأتي قلقك باي فائدة؟
كلا؟
إذا اركله جانبا لو سمحت واصغي لي

قلقلنا حيال ما سيحدث في المستقبل هو شيء عديم الجدوى.

والان بعد أن اتفقنا على هذا دعنى ننتقل للسؤال التالي:

إذاً، مالذي يجدر بنا فعله؟

ببساطة فكر بعملية
مجددا، دعني أوضح الأمر
وأفضل طريقة لايضاح شيء ما هي مثال

لذا مثالنا سيكون عبارة عن قصة قصيرة
بطلها طالب في الثانوية، المرحلة الأخيرة منها على وجه الخصوص
جيد؟
جيد!

بطل قصتنا الان في بداية سنته الدراسية الأخيرة في المرحلة الثانوية
سنة حاسمة في حياته الدراسية
وهو يملك حلما، هدف ما يريد بشدة تحقيقه
كانت هناك فكرة مرت بعقله : ماذا ان لم أستطع احراز المعدل الذي احتاج؟
ماذا لو لم أنجح؟

الان هو قلق، ان هو أخطأ، ان لم ينجح سيؤدي هذا لرمي هدفه الذي طالما حلم بتحقيقه في عرض المحيط

الان هو خائف
هو يحاول بالفعل لتحقيق ما يريد لكنه قلق، خائف
من قال ان بإمكانه النجاح؟ هو سبق واخطا سابقا في امتحانات مماثلة على الرغم من دراسته بجد، ماذا لو تكرر الأمر؟
ماذا لو فشل الان
"مستقبله" ذاك الذي بناه لسنوات داخل أحلامه وانتظر بشوق اللحظة التي سيصبح الحلم فيها حقيقة، كل شيء سيستحيل إلى رماد، بقايا حلم!
لن يكون أكثر من ذلك.

الان هو غير واثق، هو متردد
هو لن يستطيع تحقيق حلمه
ذلك الهدف سيبقى مجرد حلم بين ثنايا قلبه، لن يتحقق ابدا
يستحيل ان يكون واقعا
هذا محال، هو لن يستطيع النجاح
أ ينجح بتحقيق ما يتمنى فقط بكل سهولة؟  إذا ما خطب كل اؤلائك الذي قابلهم وأخبروه باسى عن كيف تحطمت أحلامهم؟
عن كيف ورغم بذلهم جهدا هم فشلوا

مالذي سيضمن انه لن يكون مثلهم؟

الان.. لنتوقف لحظة ودعني أسألك، برأيك
ماذا على بطلنا ان يفعل؟

أ - يتابع قلقه

ب-يستمر بخوفه

ج- يكون أكثر عقلانية ويغلق على نفسه بغرفته ثم يرثي مستقبله الذي أمسى حطاما

مهلا مهلا
اتقول ان ايا من الإجابات السابقة "غير صائبة"
اانت جاد!!

لكن لما لوهلة بدا كل ذلك منطقيا جدا لبطلنا؟
لما بدا له الجلوس محدقا بالجدار بينما القلق من النتائج، و الخوف من الفشل ينهشان روحه، منطقي وواقعي جدا؟

هلا.. هلا اغثت بطلنا؟ هلا دللته على ما هو صواب للقيام به بحالته هذه؟



قد يُتبع بتكملة في بارت قادم-

دمتم بخير. 🖤✨

ابتسم! ‿

لك أيها الغريب.. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن