18

31 2 0
                                    

إذا ،اهلا وسهلا بك يا رفيقي الغريب
مر الكثير من الوقت منذ اخر مرة ارسلت بها رسالة
اربعة أشهر تماما.
بالطبع تغاضيت عن الرسالة السابقة فهي بطبيعة الحال لم تكن حقا رسالة… "لك أيها الغريب"
لم يزعجك الأمر او ظننت انني نسيتك صحيح؟
إذا، حديث اليوم بغير سابق تخطيط
لذا قد يبدو فوضويا وقد لا يفعل
فلا تكترث على اي حال حسنا؟

وكذا ، فنحن محاطون بالكثير من الأشياء التي تصنف على أنها سيئة حقا
لكن لا زلت اظن ان علينا بذل وسعنا لكي لا نهزم من قبلها
قد تتعثر في طريق عام وتسقط أرضا
وقد تتعثر في طريقك لحلمك وتسقط ايضا
وفي كلتا الحالتين عليك حقا ان تنهض
لا تنتظر من هذه الحياة أن تاخذ بيدك خلال طريق معبد لتصل وجهتك بأمان وسلام، و سعادة ايضا على الأغلب

يا رفيقي، وكما تعلم انت سلفا
انها الحياة، الحياة فحسب
لازلنا لم نصل إلى الجنان بعد فلم هذا القلق؟

تعلم؟
ان تواجه الصعوبات و الآلام لا يعني ابدا ان تكون غارقا في التعاسة وضعيفا ومسكينا جدا
فحتى البكاء ليس في كل حالاته ضعفا، احيانا، البعض حقا يحتاج إلى البكاء ليستعيد رشده
بالضبط كما أن الشجاعة لا تعني دائما و بالضرورة انك لم تشعر بالخوف ولو لوهلة
فحتى لو ارتعدت خوفا من شيء ما، وبكيت بشدة نتيجة رعبك
ثم انت كفكفت دمعك بكفيك، ونهضت و واجهته بكل بسالة
لا زالت هذه تنصف كـ شجاعة  

بكائك ومشاعرك تخصك انت
و من هناك لا احد يملك الحق بأن يحكما
ان كان ضعفا قوة ام تبلدا
ما يعتريك
ف ان بكيت حينها ضعيفا تعد
وان واجهت دوائر الحياة ببرود
ستكون حقا قويا
هذا… ضرب من الهراء
يا رفيق
فان ارديت جيش الوحوش ميتين
ويمينك انتزعت قلب آخرهم غنيمة
لن يمنع من تلقيبك بالشجاع
ارتعاد قلبك وسط القتالات
وارتجاف يمينك وهي تحمل السلاح
ففي النهاية
ورغم كل شيء
انت لا تزال
ذات البطل المغوار
من أخذ قلب عدوه.. غنيمة!

ولذلك يا رفيق، علينا أن نتعلم كيف نواجه المصائب
فوقوعها لنا مؤكد وثابت
مدون كاحدى الحقائق

ف ربنا قال لنا في كتابه الكريم ذلك
فعليك أن تكون صابرا محتسبا مجاهد
فيا رفيق الحياة لا تبتئس
واشكر الرحمن في السقم و حين يرزقك العافية
عند كل بلية وحين يَحين الفرج
واصبر، برضاً، بقضاء الخبير العليم الرحيم اللطيف

{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ۝ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ۝ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [سورة البقرة155-157]

وختاما، كن إنسانا بكل ما تحمله الإنسانية من معنى قبل أن تكون اي شيء اخر!.
هذا، والسلام.

ايضا.. لم انسى
.
.
.
"ابتسم"
واحمد الله سبحانه واشكره

-سِيرَافِينَا .

لك أيها الغريب.. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن