اقتباس من روايه صمت الفتيات لـ خديجة السيد ♥️♥️
______________________________وسرعان ما ظهر طيف مشوش في ذهني وبدأت أتذكر أحداث طفولتي التي لم أرغب أبدًا في تذكرها ، والتي سببت لي الكثير من المعاناة والجروح التي لم تلتئم بعد؟ لا تفارق ذهني أبدًا ، لذلك كنت دائمًا شاردة الذهن ،وفي حالة صحية سيئة ، ونوم غير مستقر مؤخرًا ،وما يؤلمني أكثر هو أنني لم أستطع الكشف عما بداخلي؟ إلي من؟ أو لماذا أتحدث إذا كان الوضع سيستمر كما هو دون تغيير!
أفقت فجأة على صوت رجل يتحدث بجواري بخشونه لم ألاحظ في البداية ما كان يقوله؟ لكن عندما نظرت إليه ،وجدت رجلاً يبلغ من العمر حوالي خمسين عامًا لكن بدا أنه علي ملامح وجهه من شيب وتجاعيد وجهه ابتسم بلطف وطيبه وهو يقول بنبرة حنونه = مالك يا بنتي سرحانه في ايه عمال انده عليكي شكلك مجهده قوي تعالي اقعدي جنبي في مكان أهو، وبعدين شكلك تعبانه خالص تعالي يا بنتي اقعدي جنبي انا زي والدك
نظرت إليه متردده قليلاً بينما كان هو يبادلني النظره بحنان وابتسامة دافئة. مشيت نحو المقعد بصمت بعد أن شكرت الرجل بامتنان شديد ، لأنني كنت بحاجة فعلاً للاسترخاء ،وجلست متعبًا جدًا فوق المقعد وأغمضت عينيّ لـ أتنفس بهدوء واستمررت في فرك كتفي من الألم الذي أشعر به ، وبعد حوالي عشرين دقيقة شعرت بشيء لم يكن غريبا عليه؟
ارتجف جسدي وخافت تمامًا، وفتحت عيني على مصراعيها ولم أجرؤ على النظر إليه. حاولت الابتعاد بهدوء وصمت حتى أتجنب ما يفعله بي دون أي حديث قد يؤدي إلى تفتيت جراحي ،وقلت لنفسي إنني قد أكون موهومًا ، لا شيء أكثر! وقلت لنفسي مره ثانيه ،من المستحيل على رجل في هذا العمر أن يفعل شيئًا كهذا.
لكنه لم يتوقف ، وفعل ذلك مرة ثانية وقد تمادي أكثر وحاول مرة ثانية وثالثة وانا كنت أتجنب و اتفادى اكثر من مره ،لكنه كان لديه إصرار رهيب على لمسي ، اخذ رعبي يهدأ قليلاً وانا اقنع نفسي انها مجرد تهيئات ولكن اي تهيئات تلك؟! حين شعرت بلمسات خفيفة على ذراعها عندما بدأ يتمادى أكثر و أكثر وهو يصدر صوتًا مثيرًا للاشمئزاز بسرور مقرف بتلذذ وتمهل وكأنه يستمتع بما كان يفعله.
لم أكن أعلم ماذا أفعل هل انهض؟ أم أجلس حتى يتوقف وحده؟ شعرت بالارتباك لبضع ثوان ثم أنبت نفسي علي التخاذل سريعاً هكذا وحاولت التماسك او هكذا هيئ لي، أجفلت جفني ووجلت نبضات قلبي في وهن شعرت بأني سانهار حتما، لا اريد ذلك ان يحدث لي مره ثانيه واستقبل ذلك كعادتي بالصمت الذي لم يفيدني مطلقاً بل على العكس تماما يضرني اكثر واكثر.
حاولت أن أقاوم من داخلي حافزتي للإستسلام ،ولم أكن أعرف كيف أتت من الجرأة فمسكت بيده بعنف حتى يتوقف، ونظرت إليه حتى لاحظت أن الرجل العجوز يستدير نحوي و شعرت بالحاجة إلى الاستعداد لما قد يحدث ولكن عندما تلاقت الأعين كانت نظراته كافية للكشف عن كل شيء لم يعد موجودًا فيه أي حاجة للتحدث أو الشك في ما يحدث الآن؟ هو بالفعل يتحرش به؟ تحرش بشابة في سن ابنته تحولت نظراتي إليه إلى اشمئزاز وقرف وكان عقلي يحاول الاستيعاب الأمر؟ لكن ما عانت من أجله هو نظراتي إليه كانت قوية جدا لم يهتز كأنه لم يفعل شيئاً مخزيّاً أو ممنوعاً؟ وأنا الضحية أخاف منه ،وسألت نفسي إلى متى سيستمر هذا الوضع فانا يتم قتلي بالبطيء ببطء والمذنب هو صاحب الحق؟ هل هذا حقًا عدل الله عندما قال: "استوصوا بالنساء خيرا" بالتأكيد لا؟ اذا لماذا ليس الحق معي؟
أنت تقرأ
موت علي قيد الحياة (كامله) لـ خديجه السيد
القصة القصيرةنبــذه مختصره عن القصـه:- تتحول حياة وليد الاسريه من حياة جميلة و هادئه ومسؤول عن أسرة و زوجه وأطفال والدته، الي حياه مأساوية تماماً، بعد اكتشاف مرض ابنه اللعين، لكن يعتقد وليد الى هنا ستنتهي الصعوبات لكن بلا على العكس تماماً ويجد وليد نفسه في دائره...