في مكان ملؤه الحطام، وتناثرت به الجثث، وصُبغت أرضه بلون الدماء، يظهر من خلف الغبار ذاك الشاب ذو الشعر الأصفر بعينين ملؤهما الحقد و تجسدت فيهما الكراهية، ذلك الثعلب الذي قد ألقى بظلال الإنتقام وأعلن الحرب معلناً نفسه العدو الأوحد لعالم النينجا، هذا العالم الذي نبذه منذ أن كان رضيعًا و حمّله ما لا يطيق، و عامله كالقمامة بدلًا من احترامه بصفته إبنًا لبطلين حما وطنهما وماتا في سبيله، حتى سمع الطفل الحقيقة التي حولته إلى هذا الوحش المنتقم....
- "ناروتو أنزل من عندك، أتعبث بوجوه الهوكاغي المقدسة مجدداً! اللعنة عليك يا فتى"
- "يا إلهي! انه ذلك الطفل مجدداً، ما الذي يسعى إليه؟"
-"لا أعلم لمَ وافق الثالث على دخوله الأكاديمية و جعله شينوبي، ألا يكفينا ما قد عانيناه بسببه"
- "أتمنى أن يختفي هذا الفتى فحسب، رؤيته تزيدني غيظاً"
كانت هذه هي الكلمات التي اعتادتها أذن ناروتو، فبعد ولادته صار الناس في القرية يعاملونه كما يعاملون المجرمين و القتلة، و هو حتى لا يعلم السبب، فبعض الناس يقولون أنه تسبب في مقتل والديه البطلين، وبعضهم الآخر يقول أنه تسبب في تدمير القرية حين تمت ولادته، ولكنه لا يعلم أي شيء لا عن ولادته ولا حتى عن والديه أو أصلهما، حتى أنه صار منبوذاً من الأطفال من نفس عمره، فكلما شعر بالوحدة وحاول التقرب منهم كانوا يهربون من أمامه وكأنه شبح، فكانت تحتضنه الوحدة، حتى أنه كان يتعمد إثارة المشاكل ليلفت الأنظار إليه، غير ذلك كان لا يخرج من غرفته، تلك الغرفة التي كانت تعكس ما بداخله من كآبة وفوضى، فأصبحت كالمستنقع، حتى طعامه الذي يأكله كان فاسداً، وكثيراً ما مرت عليه ليالٍ كان يبكي من الجوع فكان يربط بطنه بوشاح حتى لا يسمع أصوات معدته الفارغة، ومرت عليه الأيام ببطء وألم، وكل يوم كان كسابقه، فلا تغيرت معاملة القرية له، ولا توقف ألم معدته من الجوع أو من أثر الطعام الفاسد.
استمر ناروتو في العيش بهذه الطريقة حتى بلغ الثالثة عشرة من عمره وجاء وقت تخرجه من الأكاديمية وتم توزيعه على أحد الفرق، فتواجد في الفريق السابع الذي يتكون من ناروتو وأوتشيها ساسكي وهارونو ساكورا تحت قيادة مدربهم هاتاكي كاكاشي، وبعد جلسة تقديم وتعارف مع بعضهم تعرف كل منهم على أهداف الآخر وبرزت ملامح طريقة تعامل كل من ساسكي وساكورا مع ناروتو بدأ الفريق يذهب في مهماته منخفضة الرتبة التي لا تتجاوز إيجاد الحيوانات الهاربة و رعي بعد قطعان الماشية، و كلما نجحوا في تأدية مهمة، كافأهم الهوكاغي الثالث بترقية في مستوى المهمات التي يتم تكليفهم بها، واستمروا على هذا الحال قرابة الستة أشهر حدث خلالها الكثير و الكثير، فقد تعرضت كونوها للهجوم وكادت أن تُدمر بواسطة شينوبي قرية الرمل و وحش البيجو خاصتهم؛ شوكاكو ذو الذيل الواحد، ولكن بمساعدة ناروتو –الذي استطاع هزيمة غارا جينشوريكي الذيل الواحد وإيقاف هيجانه– والعديد من الشينوبي الاخرين استطاعت القرية أن تنجو، كما تم تعيين هوكاغي جديد بعدما قُتل الثالث في الهجوم على القرية، و كانت الهوكاغي الجديدة هي سينجو تسونادي حفيدة الأول، وخلال تلك المدّة استطاع ناروتو بناء علاقة تنافسية قوية مع زميله وغريمه ساسكي، وتمكن من تجنب مضايقات ساكورا بعض الشيء.*بعد مرور عدة أيام في مكتب الهوكاغي*
«ناروتو» صائحاً بفرح: أخيراً سنخرج في مهمة خارج القرية
«تسونادي»: اخرس أيها الأحمق انت لست ذاهباً في رحلة هذه مهمة خطرة، عليكم مرافقة الأمير الإقطاعي إلى أرض الدوامات، ولهذا ستكون هذه المهمة بالاشتراك مع فريق غاي
«غاي» موجهاً كلامه لكاكاشي: أتمنى ألا يعيقنا فريقك يا منافسي
تجاهله كاكاشي ووجه سؤاله للهوكاغي: كم ستدوم هذه المهمة؟
«تسونادي»: ستمكثون هناك ثلاثة أيام وتعودون في اليوم الرابع، تذكروا، هذا هو الأمير الإقطاعي لأرض النار.. ثم صمتت ونظرت لناروتو وقالت: لا أريد أية متاعب.. والان اذهبوا للإستعداد.
انصرف الجميع للإستعداد وبعد ساعة التقوا أمام البوابة مع الأمير الإقطاعي، وهموا بالذهاب فجاءهم صوت نيجي هيوغا ليوقفهم: انتظروا، أين هو ناروتو؟
لاحظ الجميع عدم وجود ناروتو وقالت ساكورا: آه، هذا الأحمق دائماً متأخر هكذا.. فجاءها صوت ناروتو من بعيد مقاطعاً لها: لقد وصلت، انتظروني، أعتذر على التأخير فقد كنت.. وقبل أن يكمل كلامه قاطعته ساكورا: لا يهمنا أن نعرف ما أخرك، فقط لا تعطلنا.
ومضى الفريقين في مهمتهما لحراسة الأمير الإقطاعي لأرض النار في رحلته لأرض الدوامات.
وصل الفريقين إلى وجهتهم ومكثوا في منزل قريب من غابة كبيرة قضى فيها تلاميذ الفريقين معظم أوقاتهم في التدريب، وغلبت المنافسة على التدريب وبالطبع كان ناروتو يحل أخيراً دائماً، وكانت ساكورا تسخر منه دائماً أيضاً.
استمر الحال كما هو حتى وصلوا لليوم الثالث لهم وقد قرروا أخذ اليوم راحة من التدريب حتى لا يرهقوا أجسادهم، فتنتظرهم في الغد رحلة عودة لكونوها.
شعر ناروتو بالملل فخرج ليتجول في الغابة وحيداً في منتصف ليلة باردة، وبعد مدة لاحظ ناروتو أنه قد انغمس داخل الغابة لمسافة كبيرة ويبدو أنه قد فقد طريقه، ووجد منزل صغير مهجور فقرر المكوث فيه بعدما بدأ المطر في الهطول، دخل ناروتو للمنزل فوجد الكثير من الحطام في الداخل ونظر في إحدى الغرف فوجد شعلة من اللهب وأسفلها فتحة لقبو أسفل المنزل، بدأ ناروتو في التحرك نحو تلك الشعلة ببطء وهو ينادي إن كان أحد في المنزل، وما أن دخل الغرفة حتى سقط على الأرض فاقداً الوعي.
أنت تقرأ
ناروتو: الطريق المفقود
Fanfictionتراجع بضع خطوات للخلف، و القِ نظرة على قصة ناروتو من منظور واسع، ثم اسأل نفسك؛ ماذا إن سلك ناروتو طريق الانتقام؟ ماذا إن لم يجد ناروتو من يرشده؟ و تعال لآخذك في رحلة نتخيل خلالها سويًّا إجابة هذه الأسئلة.. "مكتملة"