ناروتو: الطريق المفقود

5- إرادتك أم إرادته..؟

*مخبأ أوروتشيمارو*
بعد عام و نصف...

وقف كابوتو أمام غرفة تدريب ناروتو و ألقى بنظره من خلف الباب فوجده واقفًا في منتصف الغرفة و تحيط به العديد من آلات إطلاق الكوناي، قفز ناروتو فوق الخيط الذي يربطهم جميعًا فتفعلت الآلات وبدأت في إطلاق الكوناي ناحية ناروتو.. بقى ناروتو لا يحرك ساكنًا حتى اقتربت قطع الكوناي منه بشدّة، أسرع كابوتو ليدخل و ينقذ ناروتو، و ما إن قام بوضع قدمه داخل الغرفة، حتى اختفى ناروتو من مكانه، و في لحظة كانت جميع آلات الكوناي محطمة و ملقاة على الأرض.. نظر كابوتو إلى تلك الآلة المحطمة تحت قدميه و علامات الدهشة بادية على وجهه، ثم رفع نظره ليجد ذلك الفتى ذو الشعر الأصفر يقف على سقف الغرفة و ينظر إليه مبتسمًا بسخرية..
«كابوتو»: لقد فاجأتني، سأعترف بهذا.. لم أتوقع أنك ستنجز التدريب في تلك المدة القصيرة.
اختفى ناروتو مرة ثانية من أمام أعين كابوتو و لم يلحظه كابوتو إلا وهو يقف خلفه.. يهمس ناروتو في أذنه و يقول: أنا لا أتراجع عن كلامي أبدًا، هذا هو طريقي كشينوبي.. ثم يستدير ليخرج من الغرفة.
توجه ناروتو إلى المختبر حيث يقوم أوروتشيمارو بتجاربه..
«أوروتشيمارو»: أنهيت التدريب بالفعل!.. كنت أعلم أنك ستفعلها.
«ناروتو»: ألم يحن الوقت بعد؟ قضيت عامًا و نصف في تدريب جسدي مكثف حتى أتمكن من تحمل تلك القوة التي أخبرتني عنها، وها أنا ذا، أنهيت التدريب و في كامل جاهزيتي.
«أوروتشيمارو»: لا تستعجل الأمر، صحيح أنك أصبحت أقوى بكثير، لكن تلك القوة هي سلاح ذو حدين، إن لم تتحملها فأنت ميت.
«ناروتو»: أتفهم سبب رغبتك في تقوية جسدي.. لكن ما فائدة تدريبات الغينجتسو تلك التي كنت أخضع لها.
«أوروتشيمارو»: الخطورة في هذه القوة ليست أنها تتطلب جسدًا قويًّا، بل لأنها تتطلب عقلًا قويًّا و إرادة صلبة.. كان هذا هو الغرض من تدريبات الغينجتسو.
«ناروتو»: لا أفهم هذا.
«أوروتشيمارو»: ستفهم عندما نقوم بها.. الان.
خرج أوروتشيمارو و ناروتو من المختبر وتوجها إلى حيث يخبيء أوروتشيمارو البشر الذين يجري عليهم التجارب، أخرج أوروتشيمارو عشرة مساجين أقوياء و طلب منهم أن يتقاتلوا و آخر من ينجو ستتم مكافئته.
«ناروتو» وقد ظهرت عليهم بعض علامات الضيق: لماذا تفعل هذا بهم، ماذا فعلوا؟
«أوروتشيمارو»: لا شيء، هم فقط للتجارب.
«ناروتو»: و لكن.. أليس هذا سيئًا؟
«أوروتشيمارو»: و كيف تعتقد أننا توصلنا إلى كل العلاجات و التقنيات الحالية؟!
«ناروتو»: بالتجارب على البشر؟ لماذا لا تستخدم الحيوانات؟
«أوروتشيمارو»: و ما الفرق إن كانت العينة بشريًا أم فأرًا؟
«ناروتو»: الفرق هو أن استخدام البشر شيء سيء.
«أوروتشيمارو»: و استخدام الحيوانات شيء جيد؟! أكنت لتقول هذا إن كنت فأر تجارب؟
«ناروتو»: ما هذا! الفئران غير عاقلة!
«أوروتشيمارو»: صحيح، هي لا تعقل.. و لكنها تشعر، مثلك.. تمتلك قلبًا، مثلك.. تتألم، مثلك.. تحزن إن فقدت قريب أو صديق، مثلك.. نحن لا نُصنف بناءًا على نوعنا.. فقط القوة هي ما تصنفنا.. فقط القوي يحق له استخدام الضعيف، سواء كان هذا الضعيف بشريًا أم فأرًا، طالما هو ضعيف فيحق لي استخدامه... صمت أوروتشيمارو قليلًا ثم أضاف: بالإضافة إلى أن نتائج التجارب على الفئران لا تؤتي ثمارها كنتائج التجارب البشرية.
بعد دقائق معدودة انتهت تلك المعركة الدامية، و بقى أحد السجناء على قيد الحياة. كان ذلك الوحش ذو الشعر الأخضر يقف منتشيًا وسط كومة من الجثث و بحر من الدماء، و رغم أنه فقد عينه اليسرى إلا أنه لم يبدُ و كأنه يتألم بل على العكس يظهر و أنه كان يستمتع بالقتال و بصوت صراخ ضحاياه فكان يقطع أطرافهم و يتركهم ينزفون و يصرخون قبل أن يحطم رؤوسهم.. نظر إليه أوروتشيمارو ثم قال و هو يصفق بيديه: تهانينا.. لقد بقيت على قيد الحياة و تستحق مكافأة.. أخبرني إسمك يا ذا الشعر الأخضر.
أجاب ذلك الوحش: زورو.
«ناروتو»: يا له من إسم قبيح، لكنه يناسبك.
نظر إليه زورو بعين غاضبة و أشار إليه بإصبعه الذي يقطر دمًا و قال: أشعر برغبة في قتلك.
ساد الصمت لفترة، ثم وضع ناروتو يده على عينه اليسرى و بدأ في الضحك.
ابتسم أوروتشيمارو قائلًا: لم تكن لتصمد لثانيتين أمامه.. و الان حان وقت مكافأتك.
ظهر كابوتو من خلف ذلك الوحش وضربه فأفقده الوعي، ثم بدأ برسم دائرة ختم بدماء باقي الجثث.
نظر ناروتو إلى أوروتشيمارو وقال: ماذا يفعل؟
«أوروتشيمارو»: يقوم بالتجهيزات.
«ناروتو»: ما الذي سنفعله بالضبط؟
«أوروتشيمارو»: أخبرتك قبلًا أنك تمتلك القوة بالفعل لكنك لا تعرف كيفية ترويضها.. و هذا ما سنفعله.. سنروض هذه القوة لصالحك.. و قام بالإشارة إلى مكان الختم على جسد ناروتو.
«ناروتو»: و كيف ستفعل هذا؟
«اوروتشيمارو»: عن طريق هذا الختم الذي يرسمه كابوتو.. يدعى بختم "استهلاك الروح".. سنجعلك تستهلك طاقة الكيوبي، و تدمجها بطاقتك الخاصة.. ستصبحان كيانًا واحدًا.
«ناروتو»: ماذا!.. الكيوبي!.. أهذا ممكن حتى؟
«أوروتشيمارو»: بالتأكيد.. هذا أحد الأختام المحرمة التي صنعتها عشيرة الأوزوماكي، و قاموا بإخفاءه بعد أن تم تحريمه.
«ناروتو»: و كيف حصلت على ختم كهذا؟
«أوروتشيمارو»: صدفة فقط..
«ناروتو»: و لماذا تم تحريمه؟
«أوروتشيمارو»: لأنه يتطلب تضحية بالدم.. ثم أشار إلى ذو الشعر الأخضر الملقى على الأرض و قال: و كلما كانت التضحية أقوى، زادت نسبة النجاح.. الان عليك خلع قميصك و الوقوف في منتصف هذا الختم بجوار ذلك الضخم.
دخل ناروتو دائرة الختم و بمجرد دخوله ظهر الختم الذي يحبس الكيوبي على جسده.
«أوروتشيمارو»: أثناء العملية هناك شيئين عليك الحذر منهما.. الأول هو تسرب التشاكرا، عليك أن تمنع هذا و الا ستتسرب جميع تشاكرا الكيوبي بالإضافة إلى تشاكراك الخاصة و ستموت، تذكر تدريب التحكم بالتشاكرا الذي خضته، وكيف كنت أطلب منك تكوين الراسينغان ثم اعادة امتصاصها داخل جسدك مرة أخرى.
«ناروتو»: و الأمر الثاني؟
«أوروتشيمارو»: عليك مقاومة إرادة الكيوبي..
«ناروتو»: ماذا تعني؟
«أوروتشيمارو»: الكيوبي ليس مجرد وحش غير عاقل، لا بل هو يمتلك إرادة خاصة به، و بالتأكيد سيقاوم امتصاصك له بل و سيحاول السيطرة على عقلك ليحرر نفسه، إن نجح في ذلك، فأنت ميت.
«ناروتو»: لمَ لم تخبرني شيئًا كهذا من قبل؟.. و كيف يفترض بي مقاومته من الأساس؟
«أوروتشيمارو»: لا تقلق، تدريبات الغينجتسو التي خضتها كان هذا هو الهدف منها و قد أبليت جيدًا فيها، كما أن وجود التضحية سيساهم في تقييد الكيوبي بشكل أقوى، ستنجح في هذا، أعلم ذلك.. أنت تمتلك إرادة قوية هي ما أبقتك على قيد الحياة حتى الان، و برغبتك في الثأر ممن جعلوك تعاني في حياتك ستمتلك إرادة فولاذية لا تضاهيها حتى إرادة وحوش البيجو مجتمعين.. ستدخل هذه العملية و أنت أوزوماكي ناروتو، و ستخرج منها و أنت أوزوماكي ناروتو.
سار أوروتشيمارو ناحية ناروتو و قام بفك الختم على جسد ناروتو و خرج بسرعة من الدائرة، بدأ ناروتو بالصراخ متألمًا و بدأت تشاكرا حمراء تخرج منه و تحيط بالدائرة و في نفس الوقت اختفت جثة زورو من الدائرة، و أحاط بناروتو دخان أحمر كثيف، بدأ يملأ محيط الدائرة و ظهر ما يشبه الذيول، و بدأت تضرب في المكان فتحطمت بعض الصخور و الأبواب.. و بعد عدة دقائق كاد خلالها هذا المكان أن يتحطم و ينهار، بدأ هذا الدخان بالتراجع مرة أخرى إلى حيث مصدره و كأنه يتم امتصاصه..
«أوروتشيمارو»: ها أنت ذا يا فتى الاوزوماكي.
و بعد لحظات لمعت عينان حمراوتان من وسط الدخان، و الذي كان قد بدأ يتلاشى و يختفي تدريجيًا، و من بين الدخان برز ناروتو و قد تغيرت هيئته قليلًا فظهر بشعر أطول يصل حتى كتفيه و قد تغير لونه فأصبح كشعلة ملتهبة من النيران الحمراء، و برزت أنيابه كالذئاب أقرب منها للإنسان.
«كابوتو»: أهذا حقًّا ناروتو؟.. هل تمكن من فعلها؟
و فجأة اختفى ناروتو من أمامهم و في لمح البصر البصر ظهر خلف كابوتو و قام بطعنه فاخترقت أصابعه -التي أصبحت أقرب للمخالب- جسده. سقط كابوتو على الأرض فاقترب منه «ناروتو» و همس في أذنه: لقد أخبرتك قبلًا، أنا لا أتراجع عن كلامي أبدًا.
«أوروتشيمارو»: لماذا قتلته، لقد كان مفيدًا؟
«ناروتو»: لم يعد كذلك.
«أوروتشيمارو»: أخبرني، كيف تشعر؟
نظر «ناروتو» إلى مخالبه و قال: أشعر بالقوة.. و أشعر أيضًا بغضب شديد.. و.. برغبة في القتل.
تفاجأ أوروتشيمارو مما سمعه و لكنه لم يعلق، و سرعان ما ظهرت ابتسامة على وجهه و قال: إذًا.. ماذا ستفعل الان؟
«ناروتو»: سأذهب لألقي التحية على كونوها.