الفصل الأول

1.7K 38 1
                                    

قد تخدعنا ظواهر الأمور، لذا قبل أن تحكم على أى شىء، أمعن النظر جيداً وسواء وافقك هذا أم لا، فلكل منا وجهين أحدهما يراه أغلب الناس، والآخر لا يدرى به الكثيرين، كتلك البلهاء (نور) التى تقف حيث أخبرها (رأفت) زوج أختها (مها) الذى لم يجد مفر من تشغيلها معه كبائعه حيث يعمل.

ذلك بعد أن فشلت فى كل وظيفه تعمل بها، ولم تُكمل شهراً واحداً حتى بأى منهم لتتقاضى عليه أجراً، وهذه محاولته النهائيه معها قبل أن يفقد عقله.
لم تكن ساعات العمل الرسميه قد بدأت ولم يزدحم المحل بالزبائن ولا يوجد سوى العاملين للإهتمام بتنسيق الأدوار بينهم لإستقبال الزبائن.

كانت (نور) تمسك بهاتفها وتنظر إليه بغضب، وهى تتأفف بسخط، وتتمتم بحنق.

- أطيعه تليفون زباله نفسى تنصفنى مره، لا شحن بتشحن ولا شبكه بتلقط!

ظلت تسب هاتفها وتضربه، ولم تنتبه إلى فارس الواقف أمامها، ولا الصمت الذى خيم على المكان بدخوله حيث تظاهر الجميع بجديتهم فى العمل بعد أن كانو يلهون، فقد كان منهم من يعبث بهاتفه، ومنهم من تحادث زميلتها، وهذه الحمقاء فى عالم آخر ولم تنتبه له حتى بعد أن ناداها عدة مرات حتى يأس وفرقع بإصبعيه أما وجهها.

- يا أنسه.

إنتبهت لكنها لم ترفع نظرها عن الهاتف : أصبر إنت كمان!

- نعم! دا إيه دا؟! يا أنسه؟!

وضعت الهاتف بحده على الحاجز الذى أمامها، وزفرت الهواء بغضب، وصرخت فى وجهه : نعم! إيه القيامه قامت! مفيش صبر!

رفع حاجبيه بدهشه من جرأتها الغريبه، وغضبها الغير مبرر لكنه لم يثور بل ادخل يده بجيب بنطاله ورفع رأسه بكبرياء وهو يجيبها.

- لأ فيه وفيه ذوق ف التعامل الظاهر إنك متعرفيهوش.

حينها لطم رأفت على وجهه فقد تيقن مما سيحدث وهو لا يستطيع التدخل فلن تُطرد وحدها من عملها هذه المره سيتبعها أكيد وستتشرد أسرته الجميله وبدأ يدعو الله ألا تنفعل أكثر لكنه تأكد أن لا فائده حين تخصرت بيد وبدأت تلوح فى وجه رئيسه بالأخرى وهى تصرخ فى وجهه.

- نعم نعم نععععععم لأ بقى استنى عندك.

رغم تفاجؤه بوقاحتها لكنه تمسك بهدوءه وأجابها برزانه : أنا مستنى أهوه أما أشوف آخرتها معاكى.

تركت موقعها خلف الحاجز، ورفعت الباب الفاصل فى جانب الحاجز بعصبيه، وخرجت تقف أمامه حينها لاحظت أن رأفت يقف فى الخلف يضم يديه لبعضهما يرجوها ألا تزيد الأمر سوءاً، فتنهدت بضيق وتذكرت وصية مها لها بألا تفتعل المشاكل من أجل اسرتها الغاليه فزفرت الهواء بضيق وحاولت أن تهدأ ثم نظرت إلى هذا الغريب وجاهدت ألا تنفعل.

- قصدك إيه يا افندى إنت!

أجابها بحده : قصدى إنك بياعه فاشله واحسنلك تقعدى ف بيتكم تلعبى ف التليفون بدل ما تعطلى مصالح الناس وتخَسرى المحل زباينه.

حمقاء ولكن...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن