أميرةٌ كان التاريخ سيحكي عن إنجازتها، لولا الجواسيس لَنتصر شعبها في معركةٍ سيقصُّ التاريخ مجرياتها؛ لِعَظَمَتِها.
أميرةٌ يتسابق الملوك والنبلاء على طلب القُربِ منها،
أضحت جاريةً لملك اغتصب أرضها وأراق دماء شعبها،
منزوعة الأهل والوطن، باتَت أسيرةً لدى قاتل شعبها ومَلِكِها.الأميرةُ زيا كانت مختلفةً عن باقي أميرات عصرها، لم تكن مِمَن يُنَظِمن حفلات الشاي عند الظهيرة؛ كَالكثيرِ مِن نساء الطبقة النبيلة، بَل كانَت مِمن يتدربن على الفروسية والرماية في أوقات الظهيرة، ومن يشاركن الملك مخططاته الحربية والعسكرية، فباتت مستشارةَ الملك الأولى، ساعدت في حل الكَثيرِ مِن القِضايا الاٍقتصادية والاِجتماعية، أَما الحُروب فَكانت جُزءاً مٌهماً فِي الاِجتماعات الاِستراتجية الحربية.
الأميرة زيا الابنة الصغرى للملك الذي افتخرَ بها وفضلها، أميرةٌ تميزت بجمالها، وَحنكَتِها.
قُتِلَ الملك لِيُخلفَ وراءهُ سقوطَ مملكةٍ لم ترى للهزيمة باباً، سقط الملك وانتشر الضعف في نفوس شعبها وأُمرائها، فِما الحالُ دون حاكمهم وسيدهم.
سقطت بطلتنا في أسرٍ ظالمٍ، ظلت فيه أياماً تبكي على خسارتها، بكت ألماً وحزناً على حال شعبها وأرضها، مرضُ الحزن دبَّ في أَوصالِ فؤادها الأسيرِ، كما انتشر العجز بين أضلُعِها، النوم سرق منها كما سرقت منها حريتها،
الجوع والهزل تمكن من جسدها، فكيف لها أن تأكل ما يرميه عليها عدوها شَفَقَةً، وشَعبُها تَمَكن الجوع من روحه.
الحقد والكره جعل من فؤادها الحزين يشتعل، وطيلة أسرها الطويلِ تأكدت من جعل قلبها المريض جمرةً محترقةً بكرهٍ وحقدٍ على آسِرِها.صدح صوت البوابة الحديدية الصدئ عالياً، مقاطعاً هدوء زنزانتها، أغمضت عينيها تنتظر مصيرها، فُتِح الباب بقوةٍ ليصطدم بالحائط الصخري مخلفاً ضجيجاً مزعجاً، فتحت عينيها تناظر الأجساد أمامها، ثلاث حراسٍ يراقبونها بقوةٍ؛ كأنها من قتلت ملكهم لا العكس، وقفت قبل تقدم أي من الحراس لها تسير نحوهم مردفةً بصوتٍ صارمٍ ''سأسير وحدي''.
رأت الحراس يترددون في تنفيد أمرها، فكيف لهم تركُ سجينةُ حربٍ وأميرةُ شعبٍ قد احتلوا أرضهم، إلّا أنَّها لم تكن ستقبل أن تُدنس بِأيادي نجسة.
وقفت بجانبهم تنتظر سيرهم، ليستيقظوا من ترددهم خاضعين لأمرها، سارت بين الحراس رافعةً رأسها بهدوءٍ يجعلك تظن أنها قد حققت النصر لمملكتها وحررتها من المعتدين، لكنها أكثر من يعلم أن ما سيحدث بعد قليل لن يرضيها، مرت عينيها على أروقة قصرها حافظة ذكرياتها وأسرارها.
لم يتغير قصرها سوى أنه لم يعد مِلكَها ولم تعد أميرته،
باتت ترى القصر كئيباً حزيناً متألماً على ما حلَّ
بأصحابه.
أغمضت عينيها محاولة تمالك مشاعر الحزن التي باغتتها، وهي ترى صورة عائلتها الملكية قد أزيلت لِتَحُلَّ محلها صورة الملكِ المحتلِ.
فُتِحَ باب قاعة العرش العظيمة، جال نظرها في المكان تتأكد من حالهِ لتغمض عينيها نتيجة لعاصفة الذكريات التي قررت صفعها، لم يتغير المكان كثيراً؛ لكن أعلام مملكتها قد نكست لتحل محلها أعلام عدوها القبيحة.
سارت ناحية العرش تنظر لملامح مغتصب أرضها بسخط، انحنى الحراس احتراماً لجلالة الجالس على عرش والدها، لم تنحني ولن تنحني لقاتل والدها وشعبها، نظر الملك الشاب لها بسخرية، فرغم الحالة المزرية التي هي بها لازلت ترفض الخضوع.قابلت نظراته الساخرة بابتسامة هادئة، فإن كانت تبرع في شيء فهو الاستفزاز.
رأت عينيّ الملك تضيق بغضب من هدوء معالم وجهها، اتسعت ابتسامتها حين رأت غضبه وانفعاله.''خذوها لجناح الجواري''
صدح أمر الملك الغاضب، ليتحرك حراسه منفذين، وضعت يدها أمامهم توقفهم، تقدمت لسير بينهم متوجهة لجناح الجواري بينما تقهقه على قراره، يظن أنه سيكسرها بأمره، لكنه لم يحزر لم يخلق الذي يكسر 'زيا'.
يظن أنه بجعل أميرة شعب ازكاندا جارية، سيجعل من شعبها خاضعين؛ لكنه لا يعلم أن شعب ازكاندا لم يكن خاضعاً للعدوان يوماً.دخلت الأميرة مرفوعة الرأس مستقيمة الجذعِ جناح الجاريات، نظرت حولها لتشعر بغصة تخنق قلبها، فقد كانت نساء القصر جميعاً هناك!
ركضت الأميرات تحتضن زيا، يشتكين مِمَ لاقوه من إهاناتٍ، بكت الأميرات على والدهن القتيل، استمعت زيا لكلمات أخواتها بإنصات محاولة منها التخفيف عليهن مِا لاقينه من ظلم المحتل.استمعت الأميرة لجميع الموجودات، تحدثت بعضهن عن كيفية قتل الجنود لساكني القصر، وكيف أن البعض منهن قد انتهك الجنود حرمة أجسادهن، بكت النساء جميعاً على ما تقصُّهُ الأخريات، في أجواء تعجُّ بالمواساة ومحاولة التخفيف وطأة الخطب عن المنكوبات.
هذه المرة الأولى التي ترى فيها زيا نساء القصر مُجتَمِعاتٍ في ذات المكان، بعيداً عن المراتب الإجتماعية فالخادمات والجاريات والأميرات كنَّ يخففن عن بعضهن.شكت النساء لأميرتهن ينتظرن حلاً يساعدهن؛ لكن الأميرة كانت عاجزة فلم تكن تمتلك أي قوة لِتُهون عليهن.
_______________________مرحباً،
رجعت برواية جديدة وفكرة رواية جديدة،
الرواية تحمل الطابع تاريخي، وبتكون تجربتي الثانية بكتابة القصص التاريخية، (رغم انها اول رواية تاريخية بنشرها بحسابي*الاشي شوي غريب،
ف مش مشكلة*) وبتكون الرواية الرابعة يلي بنشرها🦦تم كتابة البارت ب 30.9.2022
_ رأيكم بطريقة السرد؟
_ في الشخصيات؟
_ بشخصية الأميرة زيا؟
اتمنى لكم نهاراً سعيداً ♡.
أنت تقرأ
أميرة ازكاندا
Historical Fictionأمـيـرةٌ لـم تـرى الـذَّلَ يـومـاً، عـاشـت فـي مـمـلـكـةٍ كـان الـكـبـريـاء رمـزاً لهـا، لِــتضحـى الـأميـرة ذات الـكـبـريـاء أسـيـرةً لـدى مـلـكٍ اغـتـصـب أرضـهـا وسـفـك دمـاء أحِبَـتِـهـا، ثـم مـن أسـيـرةٍ مَـعـزولـة إلـى الجـاريـةِ رقـم مئـة فـي...