|٢|الفراغ

216 20 7
                                    

∆تنبيه:فصل يحتوي على بعض المشاهد الحساسة التي تطرح قضية البيدوفيليا و العنف الجسدي.

•          •         •          •         •

أجلس محاولة تمالك أعصابي التي على وشك التلف بينما أتشارك نفس الغرفة مع آريس و صوفيا اللذان على وشك تناول بعضهما البعض بتلك النظرات، أحسست بالضعف وقتها، لأنني رأيت مقدار الحب الذي يكنه لها، و الغيرة احتلت قلبي محاولة أكله بأسنانها الحادة، ليست غيرة على آريس بل غيرة من صوفيا، كيف لها أن تتلقى هذا المقدار من الحب من جميع أنواع البشر، تأسر قلب أي بشري تقع أعينه عليها، هي مثل الملاك الذي سقط من السماء مظلوما.

كيف لها أن تحظى بكل هذا الحب، هل السبب جمالها ؟ أم تصرفاتها؟ و هل من الممكن أن تكون كلماتها الساحرة؟. و لكننا من نفس البطن، كيف لنا أن لا نتقاسم نفس الصفات، قد أكون حادة الطباع، لكنني لست شريرة، حرصت على عدم إيذاء أي شخص بكلماتي، لأنني تعلمت ذات مرة أن الكلمات التي قد تغادر فمك بسهولة قد تكون مثل الخنجر بالنسبة للآخرين.

لم أستطع التحمل أكثر لذلك أمسكت بقطة صوفيا التي كانت تحاول أن تخطف اهتمامي عن طريق خربشة أصابع رجلي بأظافرها الصغيرة و غادرت الغرفة بخطوات ثقيلة، لازلت أعاني من غثيان الصباح الذي يصاحب هذا الحمل، غادرت دون إلقاء أي اهتمام لصوفيا التي صرخت باسمي لسبب مجهول و لم أتوقف لمعرفته أبدا، تلك الغرفة، و هذا المنزل بأكمله كالإكتئاب لي، يأخد أحلامي و يحرقها، يجعل الأشياء البسيطة تبدو صعبة أو على الأقل معقدة، و كلما نظرت إلى أرجائه تتسارع الذكريات الغير محببة إلى رأسي لتغرقني في سواد يسمى الاكتئاب، ذلك الظلام المتداخل.

هرعت القطة من بين يدي ناحية مكانها و أسرعت أنا بارتداء حذائي، يجب علي مغادرة هذا المنزل الملعون، إنه يضيق علي الحصار...
خرجت ركضا من المنزل أحاول التنفس عن ما بداخلي، لقد عزمت على قراري، يجب علي مصارحته، رغم ذلك الخوف القابع بداخلي إلا أنني قررت قمعه لأنني هلعت للحظة، لأنني وقتها استوعبت المصيبة التي أنا فيها، كيف لمراهقة مثلي أن توازن بين دراستها و هذا الطفل، كيف لي أن لا أفكر في عواقب هذا الفعل.

غادرت منطقة تفكيري بمجرد لمحي لمنزله، نوافذ مفتوحة تظهر أنه في المنزل، و قد زفرت براحة لأنني كنت خائفة من عدم إيجاده في المنزل، خائفة من عدم إيجاد جاري في منزله.

طرقت الباب بقوة قد تفزع من بداخل المنزل، و بعد لحظات قليلة لم يكن لي أي وقت لعدها، فتح الباب بقوة مظهرا أمامي توني، نظر لي بغضب قبل أن يستوعب أنها أنا، و بمجرد أن ألقى علي نظرة شاملة من أعلى رأسي إلى أسفل قدماي، مد يده الكبيرة محاوطا خصري بطريقة جامحة و هو يجرني ناحيته مقفلا الباب ورائنا.

مراهقة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن