لم أجرب يوما حب و حنان الوالدين، لطالما حضت أختي بكل شيء، و تركت أنا في الزاوية مثل الخرقة البالية التي تم استعمالها للحظة و انتهى دورها، كنت ذكية منذ نعومة أظافري، تداركت الوضع و لم أحاول التقرب منهم يوما منذ أن تم ردعي و إبعادي بنظرات حادة و كلمات سامة.
رائحة المعقمات التي تحيط غرف المستشفيات لم تكن شيئا غريبا علي، لهذا منذ اللحظة التي انفتحت أعيني على ذلك اللون ناصع البياض استطعت استدراك مكاني.
استطعت و بصعوبة رفع جسمي عن السرير الصغير الذي احتوى جسدي، لازال الألم يعصف بأسفلي خاصة أسفل بطني حيث من المفترض أن جنيني يقبع، جنيني الذي لم يمر أسبوع على معرفتي بوجوده و ها أنا ذي أعرضه للخطر.
و أخيرا استطعت ملاحظة الشخص الذي يجلس بكل راحة على أريكة الزوار، أعين خضراء كأن الزمرد يحدق بي، يجلس بكل راحة و بيده علبة شوكولاتة، شعر يتراوح لونه بين الأشقر و البني الفاتح.لم أستطع نطق كلمة واحدة لذلك ظلت أعيني متشبتة بخاصته هو الذي استوعب أنني استيقظت و نهض مقتربا مني إلا أن زحفي للوراء من مكاني جعله يتوقف و أعينه تظهر لمعة استيعاب كأنه تذكر أنه شخص غريب بالنسبة لي "آسف أنا لم اعرف عن نفسي، أنا إزرا" نطق بصوت هادئ و هو يجلس على الكرسي الخشبي بجانبي.
لم أدري بما يجول في خاطره، هل أثق به؟ لكنه من أنقذني، كان بإمكانه تركي هناك أنزف لحد الموت، لكنه اختار مساعدتي "ساينا...اسمي ساينا" و بمجرد أن نطقت بكلماتي تلك فتح الباب ليطل من ورائه طبيبة بمئزرها الأبيض و بيدها ملف، نظرت لنا بابتسامة و هي تقول "آسفة على مقاطعتكم لكن نتائج التحاليل هنا".
تقدمت بعد تلك الكلمات بينما نظر إزرا بيننا قبل أن يبتسم بخفة قائلا "أنا سأكون بالممر إن احتجتي أي شيء أنا هنا" و قبل أن يخرج أشار ناحية علبة الشوكولاتة الموضوعة على الطاولة الصغيرة "إنها شوكولاتة سوداء لا تقلقي من ناحية مرضك، ستعجبك و تعجب الطفل الصغير" و بهذا أغلق الباب ورائه ليس قبل أن تلتقي أعيننا و يبتسم بخفة و هو يتمتم ب'سأكون هنا'.
غريب! كيف أن شخصا لم أتعرف عليه إلا ساعات قليلة يشعر بالمسؤولية ناحيتي بينما عائلتي لم تكلف نفسها عناء البحث أو حتى القلق عني..
"التحاليل هنا تظهر أن مرضك بالسكري هو من أثر على جنينك، سأصف لك بعض الأدوية التي قد تساعد من حماية الجنين من أعراض السكري، و يجدر بك أيضا الإهتمام بكمية طعامك، فأنتي الآن تستهلكين الطعام لشخصين، لك و لطفلك، سأصف لك نظام غدائيا لكي تتبعيه" أنهت كلامها و هي تتفقد الملف و أخيرا.
أنت تقرأ
مراهقة
Romantiek"العائلة هي مصنع أشنع الجنح" ساينا مافريك ، التي تقضي نصف وقتها في كتابة الأغاني و العمل في وظائف بدوام جزئي ، مع بداية عامها الأول في الجامعة تقرر تغيير مصيرها المرتبط بعائلتها السامة. مصابة بداء السكري، علاقة سامة بمحيطها بالكامل، مشاكل مع عائلتها...