الفصل الاول

809 50 148
                                    

نسمات الهواء الخريفية تداعب خصلات شعري بينما تلوح في الأفق الطيور المهاجرة بعيداً عن سماء بلادي ..
بأطراف اناملي ازحت خصلاتي المتطايرة وأطلقت تنهيدة صامتة وانا اراقب شمس الغروب التي لونت الفضاء بشفقها المبهر وشعورين ما بين بهجة وخوف يتزاحمان في صدري ما كانت تنهيدتي وحدها لتجرفهما بعيداً ...!

انه اليوم الذي انتظرته لسنوات من الغربة ، اليوم الذي اعتقدت صادقة ذات يوم انني لن اتمكن من بلوغه بثباتي هذا دون ان تهتز مشاعري على ارجوحة السنوات !
لكنني هنا اقف على الحدود الفاصلة بين الحرية والأسر ، أقف امام البوابة الحديدية الضخمة التي تعزل بين عالمين متوازيين رغم اختلافاتهما والتي حجزت بين تعقلي وجنون مشاعري لسنوات ما كنت لأخطئ عدّها رغم طولها ، أتحزم بعهد قطعته بكامل توهاني وانتظر رجلاً لا اعلم ان كان طول انتظاري له كافياً لانتمي لعالمه البعيد ....!!

أدعى كيم سول ري ؛ وانا محامية مشهورة في منتصف الثلاثين من عمري ومن هنا سأبدأ بسرد حكايتي عليكم ..
اسمحوا لي بأن أعود بكم الى أعوام طويلة خلت حيث بدأت حكايتي ، كنت حينها في منتصف العشرينات من عمري
شابة يافعة اعتادت التفوق في مجال دراستها حتى تمكنت بسهولة من الفوز بمنصب محامية عامة رغم صغر سني انذاك .

ابي هو رئيس القضاة وذلك ما جعل بعض الناس يشككون انه كان داعمي الاول لأصل الى ما انا عليه ، ولا استطيع الانكار ان خبرته في مجال القانون بالاضافة الى هوسي كانا اكبر اسباب تميزي
لكن حياتي المثالية كابنة متفوقة لرجل معروف وثري أخذت منحنى مختلف عند هذا اليوم الذي وجدت نفسي فيه أتورط بقضية دفاع رفض جميع المحاميين الأكثر مني خبرة قبولها فتوليتها مرغمة .

أخذت ملفات القضية الأكثر شهرة مؤخراً من يدي مديري وانزويت في مكتبي لأقرأ تفاصيلها بحذر .
جريمة قتل مروعة ؛ قام فيها الجاني بقتل ابن وزير معروف والذي يتولى منصباً نيابياً ؛ حيث قام بإلقاء الضحية من الطابق العلوي للمبنى

تم إلقاء القبض على المتهم في موقع الجريمة ودون أي مقاومة تذكر ؛ كما أدلى باعترافه بكل سهولة للمحققين ومثل الجريمة دون إبداء اي ندم مما جعل الادعاء يرفعون عليه قضية قتل متعمد لأحد رجال الدولة مطالبين بحكم الاعدام ..

رفعت رأسي عن الأوراق التي كنت أطالعها مراراً وأمسكت جبيني أدلكه بتعب من هذه القضية الخاسرة
كل الأدلة تشير الى المتهم على انه المجرم ؛ كما انه ادلى اعترافه بدون أي شعور بالندم وذلك من شأنه ان يشدد لهجة القضاء في الحكم عليه
كما ان الضحية شخصية مهمة والمحاربة ضد عائلته التي تطالب بالاعدام لن تكون سهلة وبكل تأكيد سيقف القاضي بصف الضحية دون اظهار أي شفقة على مجرم مثله ..

" ما وراء القضبان  " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن