الفصل الرابع

227 39 76
                                    


السعي خلف هدفي الجديد بدأ مع بداية يوم جديد ونشاطي في أوجه ؛ قبل المرور على مكتبي اتجهت مباشرة نحو المحكمة العليا لأقدم طلباً باستئناف قضية عائلة دونغهي وذلك بصفتي محاميته
وبعد ذلك عدت الى مكتبي لأخرج اكبر قدر من المعلومات حول القضية ؛ لعل كشف ملابسات القضية السابقة يساعدني في تجاوز القضية الجديدة .

وفي اليوم التالي استيقظت باكراً على اتصال من المحكمة يخبرني بقبول طلبي في الاستئناف مما جعلني ابدأ يومي بنشاط وحماس
سيكون لدي الكثير من العمل لكنني لن استسلم ابداً .

اتجهت نحو مركز الاحتجاز لأزف الخبر لدونغهي الذي قابل حماسي بهدوء أنيق جعلني أتمهل في اندفاعي .
انه غريب ولا يبدي اي مشاعر مهما كانت الأخبار التي احملها له !!
يقودني للشعور أحياناً انه أشبه ببحر سحيق ؛ هادئ الأمواج عميق الأسرار غائر الشعور
لكنني لا اعلم متى تثور امواج هذا البحر وتهب عواصفه لتقلب مراكبه رأساً على عقب ؛ او متى تغدر بك دواماته لتسحبك الى سحيق قعره ..!

أبعدت تلك الأفكار عن رأسي وفتحت جهاز الحاسوب المحمول خاصتي ونثرت الملفات المتعلقة بالقضية لأشرح له ما توصلت اليه من المعلومات المذكورة
وفي المقابل طلبت منه ان يخبرني بجميع التفاصيل التي يعرفها وان كان يملك اي ادلة محفوظة من تلك الحادثة
بسبب تقدم السنوات لن يكون من السهل الوصول الى مكان الواقعة او الحصول على ادلة عملية لذلك لا املك سوى أقواله .

تكلم نافياً ليقطع جميع امالي : كنت لاأزال مراهقاً في السابعة عشر من عمري في ذلك الوقت ، لم اعرف الكثير عن امور الأدلة وغيرها

ترهلت اكتافي بقلة حيلة : يجب علينا العثور على دليل يدعم صحة أقوالنا ؛ لا يمكننا اتهام رجل ميت في قضية بدون أدِلة !!

حملق بي للحظات ثم تكلم مفكراً : ربما يملك المحقق الذي تولى أمر القضية انذاك شيئاً ينفعنا

رمشت بعيناي عدة مرات استوعب كلماته قبل ان اهتف بحماس : كيف لم افكر بذلك !!

سرعان ما ثبطت عزيمتي وتبرمت ملامحي وانا اشير له نافية : لن يقوم المحقق بتقديم أي أدلة تنفعنا حتى لو عثرنا عليه ، لا تنسى انه سيتورط في القضية أيضاً بسبب اهماله وتآمره مع المجرم لإخفاء الأدلة !
بل انني بشكل قاطع انوي الاشارة لتجاهلة اداء واجبه كما يجب وتآمره مع المجرم لاخفاء الأدلة مما يعني معاقبته قانونياً أيضاً !!

حرك رأسه موافقاً : بالفعل لقد ذهبت الى منزله مئات المرات أرجوه ان يعيد التحقيق في القضية لكنه صدني بشكل مستمر

عبثت بالأوراق امامي بيأس حتى لاحظت شيئاً في احدى الصور لموقع الحريق كانت موجودة في ملف القضية
رفعت الورقة وقربتها من عيناي انظر فيها بغير تصديق ثم رفعت نظري اليه اكلمه : هل كان هناك كاميرات مراقبة في البناية التي كنتم تعيشون فيها ؟

" ما وراء القضبان  " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن