الفصل الثاني

278 44 81
                                    

يوم جديد بدأت صباحه بنشاط ؛ انهيت بعض الأعمال المتراكمة علي في المكتب بسبب تغيبي في اليومين السابقين ثم حملت درب طريقي نحو مركز الاصلاح لمقابلة موكلي وكلي ثقة انني سأخرجه عن صمته هذا اليوم .
وبالفعل اجتمعت فيه بعد وقت قصير فقابلني ببرودة ملامحه الوسيمة كالعادة ؛ لم يسبق ان ذكرت حقيقة انه شاب وسيم الملامح حسن المظهر في الواقع !
متوسط الطول ؛ قوي البنية بجسد رياضي ، شعره أدهم خيلي يتركه ينسدل على عينيه الليليتين بفوضوية مثيرة
نظراته رغم قسوتها وصقيع حسيسها فيها كون مخفي شهبه صماء ونجومه منطفئة !

تعابيره التي لا تتغير كانت تسألني بالحاح عن سبب وجودي بعد ان ابدى انعدام رغبته بمساعدتي مما جعلني اتحدث بلباقة وهدوء : سبق واخبرتك انني لا افكر بالاستسلام حتى لو كانت تلك رغبتك سيد لي .

همهم بغير اكتراث : تملكين الكثير من وقت الفراغ بلا ادنى شك !

ناديته بصوت هادئ شعرت به يجتذب كل حواسه منصتاً الي : دونغهي ....

أبدا هدوءاً غريباً على وقع اسمه من بين شفتي عندما ناديته متخلية عن جميع الرسميات لعلني اختصر المسافات بيننا فأضفت : لقد زرت منزلك في الأمس .

ضيق عينيه بانتظار ما سأقوله بعد فتابعت حديثي بإسهاب : لقد عثرت على هذه ..

قلت كلماتي وانا اضع الصورة العائلية التي وجدتها هناك امامه فنظر اليها بسكون للحظات دون ان يبعد عينيه عنها
وهلة من الصمت العميق تخللت المكان قبل ان يرفع بصره الي أخيراً مهسهساً : من سمح لكِ بدخول منزلي والعبث بخصوصياتي ؟

تنهدت بهدوء احاول تلطيف نبرة صوتي بقدر شعوري بالتعاطف معه : انا محاميتك دونغهي ؛ اي انني شخصك الاخر خارج هذه الأسوار واملك كامل الحقوق التي تخولني لمساعدتك .

عكر حاجبيه بغضب لمحت شرارته تتقد بين عينيه : أترغبين بالموت حقاً ايتها المحامية المتحاذقة ؟!

نفيت برأسي غير مبالية بتهديداته الفارغة : يبدو انك كنت تملك عائلة جميلة ومتحابة ؛ يؤسفني ما حدث لهم ولكن ..

تجنبت نار عينيه المستعرة التي كانت تهاجمني بشراسة وانا اضع ملفاً امامه متكلمة : ألا تعتقد انك سعيت خلف انتقام ظالم وانك كنت مخطئاً في ادعاءاتك منذ البداية ؟
الحادثة التي فقدت عائلتك حياتها على اثرها لا صلة لها بالنائب السابق جونغ الذي قتلته سعياً خلف انتقام لن ينفعك في شيء .

ران صمت طويل كنت أخشى ما خلفه من عاصفة قد يطلقها علي في أي لحظة ؛ لوهلة خُيِّلَ الي انه يفكر بقتلي وتقطيع جثتي لأشلاء وبأبشع الطرق
وكأنما كلماتي - رغم محاولتي لتهوينها - اصابت ورماً خاملاً لغضب راكمته السنوات وها هو يوشك على ان ينفجر في وجهي .!

" ما وراء القضبان  " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن