الفصل الخامس

149 37 96
                                    

لازلت أسمع صوت نبضه المنتظم بعكس خفقات قلبي المبعثرة ، أشهد نظرات عينيه الثابتة على غرار ارتعادة نظراتي ، ملامحه الوسيمة الجامدة ، امام ملامحي المرتبكة ..
لم اعلم كيف تمكنت من التراجع خطوة واحدة للخلف كدت فيها أفقد توازني وأفترش الأرض امامه لولا ان يده كانت الأسرع عندما احاط وسطي بذراعه وثبتني في مكاني .

صوت تنحنح الحارس أيقظني من كل ذلك التوهان الذي صلب قامتي بينما سحب دونغهي ذراعه عني وحررني لانحني معتذرة للحارس فزفر انفاسه ببرود وغادر الغرفة
تمنيت لو ان الأرض تنشق وتبتلعني ؛ اتمنى لو اختفي من هذا الوجود الان وفي الحال دون ان اضطر الى النظر في عينيه من جديد !

لكنه تخطاني ببرود قبل ان اعتدل بجسدي واتجه نحو مقعده لأتنفس بقوة محاولة السيطرة على انفعالاتي
لحماقتي وضعت نفسي في موقف محرج امامه من جديد !
لا اعلم لماذا استمر بترك انفعالاتي تسيطر علي وتقصي تعقلي ، لا اعلم لماذا رميت بنفسي عليه هكذا كفتاة ساذجة سهلة المنال !

نظرت اليه بطرفي ؛ يجلس بينما يعطيني ظهره فلا أقوى على رؤية تعابيره ؛ لا اعلم ان كان يحتقرني او يسخر مني !
لا اعلم ان كان يكرهني او يجدني مجرد فتاة غبية وساذجة ، لكنني اعلم جيداً انني في موقف لا احسد عليه .

تنحنحت بارتباك افكر بما يجب علي قوله لأتفادى ذلك الجو المحرج بيننا ؛ لكنه سبقني في الكلام متجاهلاً كل ما حدث للتو : ما الذي عثرتِ عليه ؛ وكيف سيساعدنا الدليل الذي حصلت عليه لاظهار الحقيقة ؟

استعدت رشدي في الحال على وقع كلماته وأسرعت في الجلوس امامه لأتكلم بوجه جاد : لقد قابلت صاحب البناية وزوجته وتمكنت من الحصول على تسجيلات الفيديو ، لكنهما رفضا الوقوف على منصة الشهود في المحكمة ، يبدو ان الوزير السابق قام بتهديدهم وهو يحاول التغطية على جريمة ابنه النائب جونغ .

بان الغضب جلياً في ملامحه وهو يتساءل : وهل ستكون التسجيلات كافية بدون الشهود ؟

حركت رأسي بقلة حيلة : سيكون من الصعب اثبات انه قام بتعمد اخفائها وتهديد الشهود ، لكنها توضح حقيقة وجود النائب السابق جونغ في مكان الحادثة قبل اندلاع الحريق بدقائق
كما أكد صاحب البناية تأخر ظهور رجال الدفاع المدني في مكان الحريق وكذلك تم توثيق هذا في التسجيلات
لقد قمت بزيارة طبيب شرعي اعرفه منذ بعض الوقت وسألته الوقوف على منصة الشهود لصالحنا وسيفعل ذلك وهذا بالتأكيد سيدعم ادعاءنا بتقاعس المحققين وتعمدهم تجاهل التحقيق .

نظر الي بشك مرتاباً : هل سنتمكن من الفوز بالقضية دون اي عوائق ؛ لا اعتقد ان الوزير السابق سيترك الامور تجري بسلاسة !

" ما وراء القضبان  " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن