الفصل السابع

171 32 75
                                    

اقترب ليجلس في مكانه معلقاً : تبدين .. مختلفة !

تلبكت حالما فهمت قصده وعدلت شعري خجلاً : كان علي الاستعداد بكامل اناقتي من اجل المقابلة الليلة .

تساءل في عجب : هل تمكنتِ من الحصول على مقابلة بهذه السرعة ؟

بغرور أجبت بينما أضع قدماً فوق الأخرى : بكل تأكيد ؛ سبق وأخبرتك ان لي صديقاً يعمل في احد القنوات كإعلامي ، لم يكن من الصعب الحصول على موافقته فهم يفرحون بمقابلة حصرية كهذه .

تنحنت وانا اضيف بذات نبرة الكِبر : كما انه كان معجباً بي منذ ايام الجامعة ولن يرفض لي طلباً !

همهم ببرود وعلق مغيراً مجرى الحديث : لماذا اتيت لزيارتي اذاً بينما لديك يوم مزدحم ؟

نبرته الباردة تلك ؛ تعابير ملامحه التي لا تتغير ، هدوءه المقيت ، لم اعلم لماذا تسللت الخيبة الي من غير اكتراثه بهذا القدر !
أعني .. ما الذي كنت أرجوه على أي حال عندما اتحدث عن تلك الأمور السخيفة ، وما الذي انتظره منه ؟!
لابد انه يعتقد انني مجرد ثرثارة متبجحة من جديد ..

واريت شعوري بالخيبة وانا اضع اوراق المقابلة امامه وتكلمت بينما اعلق بصري على الأوراق : جلبت لك النص الذي أنوي الالتزام به الليلة في اللقاء
لقد اطلعت على الأسئلة التي سيطرحها علي زميلي اليوم وعلى اساسها جهزت هذه الردود
حاولت تسليط الضوء على فساد النائب السابق وما سببه من خراب على عدة أصعدة واشرت الى امتلاكي بعض الأدلة على ذلك لكنني لم اوضح ماهية الأدلة حتى احتفظ بعنصر المفاجأة للمحاكمة ، لا اريد ان تكون جميع اوراقي مكشوفة امام الادعاء .

تنحنحت وانا اضيف بتردد : أفكر أيضاً بسرد قصتك كاملة من البداية ؛ ان كنت لا تجد مشكلة في ذلك .

بهدوء اتاني رده مطمئناً : افعلي ما ترينه مناسباً كيمي ..

رفعت نظراتي نحو ببطء على وقع كلمته تلك علي ؛ ولا اعلم لماذا كان قريباً مني بذلك القدر !
كلانا كان ينظر الى الأوراق بتركيز فلم نلاحظ اقترابنا من بعصنا حتى رفعت بصري اليه وتلاقت نظراتنا وتلاطمت امواجها بقوة ..
شعرت بنبضي يتوقف ؛ فقدت الشعور بكل ما حولي وكأن الأرض توقفت عن الدوران وتجمدت عقارب الساعة ..

بتمهل نزلت بنظراتي نحو شفتيه حالما استشعرت دفئ انفاسه يتسلل عبر رئتي لشدة قربه
وبغتة بدون شعور مني عاد ذلك الحلم ليتسطر في مخيلتي ؛ وكأنني اعيش تلك اللحظة من جديد ونحن نوشك على الضياع في جنون قبلة ملحمية اعلم جيداً انها ستفقدني اخر ذرات تعقلي !

مجرد التفكير بذلك جعلني أفزع للوراء بخوف ؛ ولم اعلم كيف فقدت توازني وسقطت انا والمقعد فأصبح ظهري على الأرض بينما تتعلق قدماي في الهواء مع صرخة أطلقتها فزعاً ..!
بسرعة نهض من مكانه وهو يناديني بخوف وبدلاً من ان يساعدني على النهوض تراجع للخلف بملامح مرتبكة
بسرعة خلع عنه قميصه وألقاه على ساقاي بينما سمعنا صوت صياح الحارس وهو يفتح اقفال الباب

" ما وراء القضبان  " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن