1

115 15 24
                                    


_

_

_

تــِـلك الأصـوات،
ذلـلك الصُـراخ الذي يملئ المنزل

وضعـت يـدها حـول اُذنـيها
لجعـل تِـلك الأصوت تهدئ

تـشاجُر والِـديها كُـل يوم
جعـل منها تكـره الحيـاه

اليـس المنـزل هو راحـة كُـل شخص؟
مـا عـداها

تنـتهز اي فُرصـه كـي تترُك المنـزل
وتغـدو خارِجـًا

لكـن مـاذا ستـفعل ان كـانت منبـوذه
خارِج المـنزِلِ ايضًا

_

_

_

'السـاعة الـواحِده إلا رُبـع ظُهرًا'

صَـوت صُـراخ والِدتها لم يهدئ
ولا والِـدها حتي

لذا قـامت بحمـل هاتِـفها وحقيـبتها
خارج المـنزل

الدمُـوع بعيـنيها ستسـقط عما قريـب

كُلما إنعـدمت الرؤيه لها، تقوم
بمسح عينيها بأطراف سُـترتها الـورديه

مُمـسِكه بحقِـيبتها بين احضانها
كطفِل خرج من المدرسـه توًا

خائفًـا ان تُسـرق

عينـاها تسِـير بالأرجـاء لكِـن بِـدون تركـيز
فقـط تتجـول بِـدون رؤيـة

جلسـت علـي اول مِقـعد للحـافِلات يُقابلها
فالـجو بَـارد فـي الأرجـاء

لا يوجـد سوى القلـيل بإنتـظار الحافِلـه

ظلـت تُـفكر بشأن حيـاتها، لما هي
نيابًا عن الجميـع تمتلك

اسوء ابويـن لا يهتـمان سوا بنفسَيـهما؟

أباها لا يُـريد الطـلاق، حتى لا تأخذ
زوجته المـنزل

و والِدتها لـن تقـوم برفـع قَـضيه حتى
لا تتنـازل عن كُـل شئ

تزوجا، وبعد تِسعة عشر عامًا، اكتشفا
انهما غير مُلائمان لبعضِهما

يالا العجـب!

ضحكت الأخرى بسُـخريه

حياتُـها مُثـيره للشـفقه، لأبعد الحُدود

هي تـحمد ربـها، انهم لم يُنجبـو سواها
هي لن تُـريد ان يَـمُر احد اشقائها بهذا

_

_

_

'الواحِـدة، إلا دقـيقـه'

استشعرت جُلُس احد بجوارها
لترفع رأسـها ناظِـره الي ذلِـك الشخص

فـتى بشعـر بُنـدُقي

و وجنتان مُمتلئتان تقريـبًا

بيدهِ إحدي المشروبات الغازيه

لم تُعـطي الأمر إهتمـام كبير، كونُـها
غاصـت بأفـكارِها مُجددًا

'الواحِـدة'

لم يُخرِجـها إلا صـوته وهو يتحدث
عِـندما رأها شارِده بالسـاعة التي امامها
'يا أنِسـه الحافِـله'

اردف كـون الحافِلـه توقفـت منذ وقـتٍ
ليس بطويِـل

لترفـع الأُخـرى عيناهـا اليه بهدوء
لتجد انه ذلك الشـاب الذي جلـس بِجوارِها

نظر لها هو ايضًـا بإستـغراب، كونُـها
نظـرت اليـه ولم تقُـم بالرد حتـي

لكنـه غَـفل عن تَحـرُك الحـافِله

ليتأفأف بغيظ ضارِبًا الأرض بقدميـه

ليعود أدراجِـه الي المِـقعد مُجـددًا

ناظِـرًا لِتلك الفتـاه الغريـبه بجواره
هي لم تتحدث إطلاقـًا

لينظُـر الي يداهـا التـي تعبث بِهما
بِـعُنف مُبالغ

ليتجـرأ مُتحدثًـا
'لِـماذا لم ترتـادي الحـافِله؟'

صفـع هو نفــسه بعد سـؤالـه هذا
ما شأنُـه بالأصل؟

لكنه إنتـظر ردها، لتُحـرك هي شفتـيها
بِـغرض الحـديث
'ل-ن ار-تاد-ها، بالأ-صل'

كشر الأخر حاجِـبيه عِند صُـعوبه
حديـثها

لكنـه فهِـم بالأخير

هي تنتـظرت التنمـر مِنه بالأخير

هي تكـره العـالم الخارجي من اجل هذا
هي تُعاني من التنمر

لأجل حديثها

او بمـعني اخـر لأجـل مرضِـها

هي تُعـاني مِـن مُتلازمِـة

'أسبرجر، طَيِـفُ التَـوحُد'

_

_

_

عُيـون مُـنيرهWhere stories live. Discover now