14

5 2 0
                                    

عزيزي بيلي ،
هل تمنيت  الموت من قبل ؟
سؤال مباغت صحيح ؟ أتمناك  بخير و أتمنى أن  تعيش طويلا.. طويلا بحيث أستطيع  نشر كتاب ضخم من رسائلي إليك  .

أحيانا  أفكر  كيف سأموت  ( بالفعل الطريقة التي سأتوقف فيها عن العيش ، و ما قد يخالجني  آنذاك  ) ، هل سأختاره  أو سيختارني  بطريقة ما. 
ربما كوولف  ، أملأ  جيوب سترتي الخضراء التي أحب  بالحجارة  و أغرق  نفسي في النهر و أنا أسمع  برامز ( قد أتراجع  لو سمعت موزارت  لأني  كلما سمعته أود دوما أن  أسمع مقطوعة أخرى  ) . لكن لا نهر هنا حيث أعيش ، هناك بحر يبعد ٣ محطات  و لا حجارة  في البحر تستطيع  إغراقي . 
ربما كبلاث  ، أغلق  نوافذ  مطبخي بلاصق أحمر  ، لأني اكره اللون الاحمر بالتأكيد   و اسمح  للغاز  بالتسرب  حتى  أتوقف  عن الحركة مستندة  للجدار  بعد أن  خبزت الكعك . 
لكن ليس لدي مطبخ خاص بعد  .
أود  أن  أفكر  في موت همينغوي أيضا  لكن أسلوبه  لا يشبهني حقا ، بيد أنني لا أملك القدرة على امتلاك بندقية  فإطلاق رصاصتين  داخل فمي ... لا ؟ إنه  أمر  مستحيل جداً .

في الحقيقة  أنا  لا أفكر في الموت  الآن،  و لا أي قصة من  من ذكرتهم  تشبهني ... إلى ذلك الحد أن  تتشابه  نهايتنا  .
لكني أتساءل كيف تخلى كل هؤلاء عن حيواتهم  ، أفكارهم  في الساعات الأخيرة  و آخر حديث خاضوه  .. هل كانوا  مصممين على الأمر   ، ام أنهم كانوا  ليعيشوا  لو حدث شيء ما فارق .
الموت و الحياة لغز كبير .. يجعل عقلي في بحث تام .
و أؤمن أن  أي شخص ..  له حكاية خاصة  مع الموت  .

أتساءل  ..
كيف سأموت ؟

محبتي .

رسائل إلى بيلي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن