دماء
-يا الهي مينهو!! اتسمي هذا تقديراً حتى؟ هل هذا جزاء ما ندفعه لك بالجامعة؟ انظر إلى شقيقك جينهو، منذ أن كان في المدرسة وهو متفوق وبعدها أنهى دراسته الجامعية بتقدير امتياز وهاهو يحصد المكافآت والترقيات، اما انت فقد فشلت... لقد فشلت بكل المقاييس وماذا تريد أن تعمل؟ راقصٌ خلف العهرة أولئك؟ هل هذا جزاؤنا؟
-هل انتهيت؟
-ماذا؟
-ان كنت تعتقدين ان جينهو مثاليٌ إلى هذا الحد إذن لماذا لم تتوقفا عن الإنجاب عنده فحسب!
-مينهو ايها الوقح العاق، هل هذه طريقةٌ تكلم فيها والدتك؟
-سأذهب لأنام الآن لذا اتمنى ان يتوقف صراخك المريع هذا فرأسي فيه من الصداع ما يكفيه
صعد نحو غرفة نومه على علو صوت والدته بينما تنادي اسمه آمرةً اياه العودة والمثول امامها، ولولا انه كان يعلم ما سأتحدث عنه مسبقاً لالتفت وعاد نحوها، لكنه يعلم تماماً انها ستتحدث عنه، عن جينهو شقيقه الاكبر والذي يطارده كشبحٍ في أحلامه، يحاول اقتلاع وجهه الذي يشبهه او يحاول جعله يبتلعه عليه يتشكل على شخصيته كما تريد والدته تماماً.
كان يرتدي قناع البرود الذي القى به بعيداً ما ان اندفن جسده أسفل غطائه الوفير وراحت طبقة الجليد التي اعتلت وجهه تتضاءل شيئاً فشيئاً تحت تأثير دموعه الدافئة والتي اندفعت من باطنه تحفر عميقاً في وجنتيه حظاً مستقيماً.
¦
¦
فتح عينيه بترددٍ وقد كانت صورتها لا تفارق باله، فقد كانت آخر ما رآه قبل ان يغشى عليه، الا انه وعندما فتح عينيه لم يجد سوى تلك القطة السوداء تنظر نحوه بفضولٍ عارمٍ فتبسم وهو يحملها بين ذراعيه ويقبلها بلطف
-هل كنت قلقةً علي ايتها القطة اللطيفة؟ انا بخير لكنني لا اعلم ما الذي حدث تحديداً انا فقط اذكر جسد امرأةٍ وبعدها بالفعل قد فقدت وعيي
بالطبع سيفقد وعيه فهو لم يواعد فتاةً في حياته أبداً وكان دائماً محط أنظار الجميع كطالبٍ غريب الأطوار ، تعرض للتنمر بشكلٍ مستمر ، لذلك لم يقترب من شخصٍ في حياته سواءاً كان مع صديقٍ أو حبيبة ، وما ان رفع عينيه رأى تلك الفتاة المثيرة والتي بالكاد كانت ترتدي ملابس حتى ، وفي منتصف شقته الصغيرة .
-لقد كان شيئاً غريباً ، يبدو أنه كان مجرد خيالٍ ليس إلا
قال ذلك بينما ينهض ليستعد وقد قرر الخروج لشراء بعض الكتب العلمية وبينما يمشي في الشوارع المكتظة ليلاً ويراقب الأضواء المتراقصة البعيدة ويفكر كعادته في دراسته واختباراته قبل ان يلفت انتباهه شاباً يصرخ في أحد الأزقة ، لكه تظاهر بالعمى والصمم وحث الخطى بعيداً عن ذاك المكان .
أنت تقرأ
Dark Queens
Paranormalدائماً ما ننسب القذارة والدناءة للشياطين وبنو الجن متغاضين عن حقيقتنا، عن ضعف نفوس البشر واستسلامهم عن أنفسهم الإمارة بالسوء في طبيعتها
