Part 10

26 3 17
                                    

بِشَرّ

يتقاطر الوحل الاسود من أطراف شفتيه ويحاول التنفس بعمقٍ وقد تقيأ عدة مراتٍ اثناء طقس الابتلاع، لكنه كان أقوى  مما توقعته رانغدا وقد كانت تعتقد انها ستدعمه بأنفار الجن وبعض العفاريت لئلا ينهار.

الا انه وفي كل مرةٍ كان يتوقف فيها ليعود بحقدٍ اكبر، وكان شره يتعاظم وتعلوه نظراتٌ كانت تروي عطش رانغدا، تلك التي بدأت تتأكد من انها اختارت الشخص الملائم ليكون خادمها غير مدركةٍ انها بدأت تجرّ نفسها لمستنقعٍ يصعب الخلاص منه ولو بعد حين.

وأخيراً ارتفع ناظريه حتى قابل عينيها وابتسم بملئ فاهه الاسود ومازالت قطرات الوحل تسيل من كلا جانبيه

-هل من مزيدٍ لديك؟

¦

كانت شقراء الشعر ترسم دائرةً غريبة في منتصف الغرفة بينما كان ذو النظارات ينظر لها وقد تملكه الرعب تماماً، ذلك الرعب الذي كانت تستمد قوتها منه أكثر، وبعد ان انتهت جلست على احد الأطراف مشيرةً له بالجلوس مقابلها فجلس بعد ترددٍ طويل.

وما ان جلس حتى راحت تتلو التعاويذ وانتشر ضوءٌ ازرق في الغرفة مصدره نقوش الدائرة التي كانت اسفلهما مما استدعى خوفه مجدداً.

ولك يقف الأمر هنا فقد شعر بجسده خفيفاُ ونظر للأسفل ليجد انه يرتفع قليلاً عن الأرض مثلها تماماً، وبينما كان الرعب ينمو بداخله كانت هي تنهشه بقوةٍ وتلتهمه وهي في مكانها مغمضة العينين، وعندما شعرت ان قوتها قد بلغت الذروة رفعت جفنيها كاشفةً عن عينين مضيئتين
بلونٍ ازرق ايضاً.

وكان خذا آخر ما يذكره اذ انها حركت اصابعها بشكل دائرةً في الهواء، وبينما كانت تفعل ذلك شعرها تحفر عميقاً في صدره، وبعد المقاومة الصعبة للألم والخوف استسلم اخيراُ للاوعيه وسمح لروحه بالسبات بين يديها.

¦

كان واقفاً في منتصف الغرفة وكنّ الثلاثة يتحلقنّ حوله مشكلاتٍ رؤوس مثلثٍ مشتعل، بينما يرتعد خوفاً وينزف من صدره دماً أسوداً لم يرَ له مثيلاً سابقاً

وقد بدأت طقوس الاستحواذ، اذ غاب عقله عن المدى وانطلقت روحه تقاتل نفسه الإمارة بالسوء لآخر قطرة، وراحت ثلاثتهم يتلين تعاويذهن التي كانت تقوي نفسه الدنية لينتصر بعدها جانبه المظلم ويعلن اتباع هؤلاء النسوة الثلاث و يتلو قسم العصيان على الإله.

وبعدما آفاق احس بألمٍ فطيعٍ في صدره حيث انحفرت علامةً مثلثٍ تعود ملكيتها للأخوات وعنجما أراد الاستقامة ادرك انهن بالفعل نائماتٌ حوله، اثنتين تتوسدا صدره والاخيرة والتي لم تكن سوى هاري تتوسد فخذه الأيمن.

لم يكن ينوي ان يسيطر على ذاته ولم يكن ذا قدرةٍ على الاحتمال وقد استشرت النائمة في الأسفل غرائزه وهي تتعاظم، وانصتت باستمتاعٍ لصوت تنفسه وهو يعلو وابتسمت بينما كانت تشعر بحرارة جسده ترتفع.

رفعت رأسها وتقدمت قليلاً وهي تنظر مباشرةً في عينيه الراجيتين وبدون أي كلمةٍ امتدت يدها تمسد ما تحت بنطاله تمهيداً لما هو آتٍ.


¦

يرتشف من نبيذه وهو يجلس على الاريكة الجلدية التي تقابل السرير وقد بعث فيه ملمسها على جلده العاري دفئاً غير مريح، ينظر بتأملٍ نحو بيضاء الشعر النائمة بعمقٍ على سريره وقد بدأ عليها الانهاك.

كانت عاريةً لا يستر جسدها الأبيض سوى الكثير من العلامات والعضات البنفسجية والتي تؤكد مروره من هذه المنطقة.

يرفع حاجبه وقد اعتلت وجهه ابتسامةٌ مخيفةٌ وبدأ وكأنه لتوه انزل القناع الذي كان يرتديه لوقتٍ طويل.

ارتشف مجدداً وهو ما يزال يبتسم وهمس بخبث

-اقتربت النهاية... اقتربت نهاية الجميع

¦

Dark Queens حيث تعيش القصص. اكتشف الآن