صخب الجدار الخامس "نفوس مُنهكة"

الفصل الحادي عشر

"خطوط على الأحرف"
"11"

"هناك بعض الأشياء المبهمة ما أن تُكشف، حتى تتزداد الأمور غموضًا لا وضوحًا"

__________________

رضخت الشمس خلف رغبة الليل في بزوغ ليكن نجم الليل هو قمر السماء، تعامد ضوء القمر على زجاج الغرفة مظلمة ليستضئ بضوءه الخافت وهو يسترق السمع على أحاديث هذا الأصهب يقربه صاحب مقلة أشجار الزيتون والبشرة البيضاء وأغصان الشجر البنية المتدلية على جبهته في تمرد..

كان يحتسي بجواره مشروبه المفضل منقوع اليانسون المخالط بالنعناع، وهو يحتسيه مجبرًا حتى لا يفقد ذلك الثور أعصابه من جديد، ليردد الأصهب محادثًا شجرة الزيتون المقابلة له:

_ هل تظن بأنهم سينفذون ما يريدون لك في نهاية!

هز رأسه بشئ من الجهل، وهو يهتف بعدما ارتشف شرفة من مشروبه:

_ لا أعلم، ولكن في نهاية تلك الرحلة أظن هناك الكثيرين الذين سيجدون نصهم الآخر

هز فريد رأسه ببعض الإنفعال:

_ إذا كانت مهمتكم ليست قتلهم، لما تعكر صفو حياتهم؟

وضع آزر كوبه بعنف على طاولة ليلتفت بسرعة نحو فريد وهو يردد ببرود، بينما يشير نحو الإطار الحامل بين طياته صور العديد من فتيات الذي علم فريد هوياتهن على فور:

_ ضحيت بكل أولئك البشر فقط من أجل الحافظ على البعض وفتك ببعض..

ثم إستكان ببرود وهو ينظر نحو السقف مرددًا بشئ حقد:

_ الكثير يتمتعون بحياتهم في شمس، هناك أشخاص أخرى أسفل الأنقاض الذي ولدها أولئك الحثالة..

ليهز كتفه وهو يعيد نظره نحو فريد الذي جاهد لفهم مغزى حديث، لأنه في نهاية يعلم أن آزر من عائلة شديدة الثراء، حتى أنه ظن أن الجرائم ما هي ألا متعة لم توفره له ثراءه فاحش!

ليردد فريد بإدراك ناظرًا نحو آزر:

_ أتقصد بأن...

قاطعه آزر، وهو يحمل كوبه من جديد يرتشف منه البعض، وهو يردد بصفاء:

_ لا يهم، ما أقصد، الأهم أريد أن أعلم ماذا يحدث على جانب الآخر؟

نظر نحوه فريد بسخرية، وهو يهز رأسه ببطئ:

_ لا شئ ذلك الليث يبدو أحمق من أن يقبل على إختطاف كريستينا، بالنسبة لآسيا لم يعد لديهم عقول لإلتفات نحو أصخاب قامة صغيرة..

هز آزر رأسه ساخرًا وهو يشير نحو السلم الذي تعلوه غرفة آسيا:

_ أتفق معك في ذلك، في نهاية فنون الإختطاف تصلح للشرطة ومجرمين فقط..

وللعجيب هز فريد رأسه موافقًا الحديث، حسنًا لا داعي للكذب الأختلاف بين شرطي ومجرم أن هذا خلف قبضان وذاك خارجها ولكن كليهما يشتركان في شئ أنهم بشر، لا يوجد بينهم الصادق بالكامل أو الكاذب المطلق!