الفصل العاشر

55 9 14
                                    

نأسف على تأخير لظروف خارجة عن إرداتنا.

قراءة ممتعة، بإنتظار أرائكم حتى استطيع مجابهة موجة الإحباط التي بدأت تشملني.
___________________

"عضو جديد"
"10"

"الحياة تحمل بداخلها الكثير، لم ابغى سوى قليل ولكن لم أناله."

__________________

رددت كلمات الطبيب بداخل نفسها ساخرة من حماقات القدر، لتشعر بثقل شديد يجسم فوق رأسها، جلست فوق أقرب مقعد لتشعر بتدفق سيل ذكرياتهم وبالتحديد تلك الذكرى التي أعترف بيها بمكنونات قلبه نحوها..

بداخل أحدى منافذ العلم، بتحديد في جامعة القاهرة للطب البشري حيث قسم الخاص بتدريس الطب النفسي كانت تتأرجح بين ممراته بغضب شديد.

تمسك بين يديها العديد من مراجع العائد للكثير من أطباء وعلماء في مختلف العقود، وهي تنفخ بحنق بينما تحملهم بصعوبة، لتخرج نحو الخارج وتستكمل الشمس عملها في تعذيبها الجزئي.

لتبدأ بالسب بلكنتها العربية المميزة:

_ يجيك شلل ما تقوم منه يا بعيد، ادعي عليك بإيه وفيك كل عبر يا سومر يا ابن نازلي.

صمتت، وهي تنظر للمراجع بأعين باكية حتى وجدته أمامها يقف ويعطيه ظهرها، لتبتسم بشر، وهي تقترب منه لتقوم بحمل أثقل كتاب والبطح على رأسه مباشرة.

لكن تجمدت موضعها، وهي تجده يسقط على أرض من هول الصدمة ويطالعها بذهول حقيقي، لتردد نور بإرتجاف:

_ لـ.. ليث.. هو ده أنتَ

تأوه ليث بتألم، وهو يشعر برأسه يدور وعدم الإتزان ليطالعها بشئ من رهبة وهو يردد:

_ أنا.. أنا عملت ايه الله يخربيتك

عضت نور على شفتاه بقوة، وهي تغمض عينيها بغضب من نفسها وتسرعها، ولكن حاولت رسم الهدوء لكن فشلت ما أن بدأت تستمع لهمسات الطالبات حولها التي شملتها:

"اكيد عملت كده عشان تلفت نظره، ما اكيد خلقتها دي محدش يبصلها"

"رافعة مناخيرها في سما ومفكره هتشقته بفلوس أبوها"

"عاملة فيها طاهرة شريفة، وهي مدورها"

عضت نور على شفتاه بغضب، لتزداد تأجج مشاعرها وهي تستشعر الدموع تتجمع في عينيها، وهنا شعرت بالخطر يحيطها، وهي تجاهد لتماسك، أو إدعاء التماسك.

لملمت بقايا أشلاء كبريائها ولكن أنفتحت عينيها على مصريعها، وهي تجد ليث يقف أمامها ويطالعها ببسمة لم تُمحى أثرها من ذاكرتها، وهو يردد بمرح ولكنة تركية:

_ طلما كانت جدتي تدعو بأن يرزقني بمصائب لكثرة مشاغبتي.

ليبتسم وهو يغمز لها بشغب، مستكملًا:

صخب الجدار الخامس "نفوس مُنهكة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن