الفصل الرابع

130 15 11
                                    

"قاتل!"
"4"

"في بعض الأحيان أو عفوًا الكثير من الأحيان تكون أنتَ القاتل الأوحد لنفسك لا أحد آخر!"

_________________

تبعثرت مشاعره على حافة الهاوية لتسقط ببطئ، تهبط بتكاسل؛ لتمزق آخر رابطة بينه وبين التعقل، ومع تمزق القمر وإنفجاره لتبقى النجوم وحيدة، أنفجر آخر شئ يربطه بالواقع حتى تداخل الحُلم والحقيقية ليصبحوا نسيج ملتصق!

اقترب منها بخطوات تائه يردد بنبرة متثاقلة من الألم:

_ لم أكن رجلًا! بحاجة رجل!

ابتلعت ليديا ريقها بتردد تزعزت عقيدتها وتمساكها، شعرت بالخطر؛ لتنهض، وهي تردد بتثاقل ودموع بدأت بالإنحدار من عينيها:

_ كانت علاقة خاطئة من بداية، هكذا كنت تردد دائمًا.

صرخ هو في عنف؛ ليقوم بركل المقعد التي قد كانت اتخذته مجلس لها، وهو يردد بثورة:

_خطأ! نعم؛ لأنه لم يربطان شئ متين يُصعب كسره ليديا، كنتي تظنين أن حياتنا مرتبطة فقط بعلاقة عاطفية تحت مسمى حبيب، أن ينتهى الأمر في فراش بطريقة مقززة دون شئ يربطان.

ردد هو بعنف بينما ينظر لعينيها، ولم يبالي بإرتجافها:

_ كنتي بحاجة لوغد يتركك في أول مأزق، كنتي بحاجة لمراهق يهلث خلف نشوته!

نظر في عينيها، وهو يقترب حتى أختلطت أنفاسهم، ليردد بنبرة لهاثة من فرطة غضبه:

_تعلمين ما هو الخطأ؟

صمت ليجيب بعدها بأنين:

_ أني فضلت حلال ربي على لهو بمشاعرك، إني كنت مسلم العقيدة صاحب فكر عقيم!

ليبتعد، وهو يجز على أسنانه في سخرية:

_ هكذا ترددون عنا نحن المسلمون، معقدون، مشعوذون، أصحاب ميول غير آدمية، هكذا يروج أعلامنا عنا.

نظر في عينيها مجددًا، ليردد بنبرة حادة مرعبة:

_ تظنين أني متشدد؟ في حين هناك رجل يأن ليلًا؛ لِيدعو ربه؛ لأجل امرأة أن تكون حلاله، ليتعفف عن رؤياها ببصره؛ خاشية أن تخدش نظراته الثاقبة حياؤها؛ حتى لا يخجلها؛ حتى لا يرتكب ذنبًا؛ لينالها!

نظر لها بسخرية لتلين مقليتها وتفيض بالدمع:

_ تعلمين ما هو الحب؟

هزت رأسها في وهن، وهي تشعر بكل جزء بداخلها يرتجف، تشعر بنبضات قلبها تعود للنبض بعدما ماتت، أحيت كلماته عن ربه شئ ظنت أنه قد مات، احيت شئ يدعى الضمير!

أستكمل حديثه بأنين، وهو يشعر بأقدامه تهوى ليسقط على ارضية بخنوع، وهو يستكمل:

_ الحب هو عندما قال رسولنا الكريم: «لا تؤذني في عائشة».

صخب الجدار الخامس "نفوس مُنهكة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن