الفصل الثالث

117 18 6
                                    

لا اعلم ولكن لو هناك علاقة عكسية بين الجهد مبذول في كتابة والتقدير من قبل القارئ لكان هناك بعض القراء ولكن هنا صحراء جرداء لا احد فيها.

بعضًا من دعم يكفي لإسعادي.
___________________
"إلي جحيم"
"3"

"بعض التعثرات تقودنا إلي الجحيم لا لأقدار أجمل"

____________________

ابتلعت عبراتها وهي تشعر برجفة خفيفة تسير في جميع أوصالها، استشعرت مرارة القهر في حلقها وكأنها تتخيل ما مرت بيه.

حاولت لملمة رابطة جأشها ولكن انهارت حصونها وهي تتذكر جميع الحالات التي مرت عليها حتى الآن، كيف تعذبت كلًا منهن بطرق مختلفة.

الشمس اصبحت أكثر كأبة صار العالم باهت اللون وكأنك تشاهدها عبر كوب قهوة، كل شئ اصابه اللون الرمادي، الآن هي ترى الحياة بأعين جميع تلك الضحايا.

رددت ليديا كلماتها الأخيرة وهي تبتسم بسخرية:

_ كنت في سادسة، تعلمين كنت طفلة مشاغبة بشدة، كنت أحب تجربة الأشياء الجديدة ولكن لا اعلم كيف اخبرك بالأمر عندما دعاني ذلك الوغد للعب ذهبت بشغف طفلة إلي عمها منتظرة حلوى أو دمية جديدة.

صمتت تبتلع مرارة الخذلان بينما عينيها تتقيأ الدمع:

_ عندما انتهى لم اكن أفهم ما الذي حدث ولكن شئ بداخلي اخبرني أن هناك شئ خطأ، وتأكدت من ذلك عندما هددني بالصمت وعدم تفوه بحرف.

شهقة خافتة يتبعها نبرة مختنقة:

_ فقط كل ما أردته دمية جديدة، لم اكن أعلم أني الدمية القادمة له!

ثم نظرت نحو نور لتجدها بصعوبة تكابح رغبتها في البكاء، لتستكمل:

_ لقد كنت مجرد طفلة، بعد تلك الحادثة اصبحت أكبر آلاف عام، تذوقت بشاعة العالم لا حلوى القطنية المفضلة لي.

رفعت أناملها بإرتعاش تمسح بقايا رماد روحها، لتستكمل:

_ عندما تكرر الأمر ذهبت لأمي لأجدها تصفعني قائلة: "لا داعي للكذب ليديا للتهرب من أفعالك عمك لا يرتكب تلك بشاعة، أني أثق فيه أكثر من والدك!"

لتستكمل بقهر وضياع:

_ وهنا انقطع اخر رابط بيني وبين من كانوا عائلتي، وعندما توفى والدي تزوجت أمي من عمي لتبدأ مأساة من نوع آخر.

لتنظر لها بأعين لامعة:

_ لأن ليديا صغيرة أضحت أكبر عمرًا واكثر فتنة، كانت امي حامل في شقيقتي في ذلك الوقت الذي توفى فيه ابي وتزوجت ذلك الوغد، عندما بدأت تشك في علاقة تربطه بي ظهر وجهه الحقيقي ليبدأ بطاحونة الضرب، حتي كادت امي تفقد جنينها.

صمتت لتستكمل بنبرة هادئة باردة وكأنها لم تعرف الإنهيار قط!:

_ ذهب لأحد حانات ليلتها وامي أثر ضربه المبرحه فقدت وعى وبدأت بالنزيف، ذهب الجيران وانقذوها وأنا قد ذهبت دون رجعة!

صخب الجدار الخامس "نفوس مُنهكة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن