الفصل الخامس عشر

753 37 0
                                    

خرجت نغم من غرقتها، تمشى على أصابعها ببطئ، ودخلت غرفة والدها، وجدت والدها مازال يغط فى نوم عميق أخذت مفاتيح سيارة والدها من الدُرج،و أغلقت الباب بهدء شديد، وأكملت سيرها ببطئ ونزلت الدرج بسرعه، وخرجت من باب المنزل، ركبت سيارة والدها وادرات المحرك وانطلقت إلى وجهتها، وصلت أمام منزل كبير يبدو علية الفخامة والثراء، نزلت من سيارتها، ووقفت امام الباب تدق الجرس بتوتر، فتحت لها الخادمه، وسألت نغم عن ماجد، دخلت نغم تنتظر انا ينزل إليها، سمعت صوت خطوات حذاء أنثوى يقترب منها، وقفت نغم بهلفه، دخلت سيدة أربعينه أنيقه، دخلت وتحدثت بشموخ إلى نغم:
-اذيك يا رنيم مصدقتش لما قالولى انك تحت، مكنتش اعرف ان المجانين مسموح ليهم الخروج من مستشفى الأمراض العقلية.

زهلت نغم من حديثها وقالت بزهول:
-مجانين! أنا مش مجنونه

قالت والدة ماجد بضحكه :
- عمرك شوفتى مجنون بيعترف بجنانه

ابتلعت نغم الإهانه قائله:
- ماجد فين؟

جلست السيده ووضعت قدم على الأخرى وقالت:
-ماجد  مش هنا خرج مع مراته

قالت نغم بصدمه:
-مراته هو ماجد أتجوز حد غيرى

تحدثت السيده بشموخ:
- أكيد يا نغم، هيتجوز واحده تليق بيه وبعائلته المرموقه، مش واحده مجنونه ذيك، عاشت سنه كاملة بين المجانين،  اكيد مش هسمحله يتجوزك، وتجيبى لية اطفال يكونوا مجانين ذيك، هو دلوقتى مبسوط فى حياته مع مراته وأم أبنه.
تحدثت نغم بصدمه:
- أبنه، دا مش حقيقى، أنا بحلم مش كده.

تحدثت السيدة بكبرياء:
- اه أم أبنه هى فى شهرها الأخير من الحمل، وهتجيب ليه طفل يشيل اسمه قريب جداً، اللى عيزاه منك دلوقتى تمشى من هنا، ماجد زمانه جاى دلوقتى معادهم عند الدكتور اللى بيتابع حمل مراته انتهى، وأنا مش عايزاه يشوفك، ومراته تدايق وتزعل وهى حامل.

حاولت نغم إنقاذ المتبقى من كرامتها، وهى تتحدث :
- متقلقيش أنا جيت بس عشان اطلب من ماجد يطلقنى، انا مستحيل اكمل مع واحد تخلى عنى فى أكتر وقت كنت محتاجاه فيه.

ضحكت السيده عاليا وقالت بسخرية:
- هو بباكى مقلكيش ان ماجد طلقك، بعد دخولك المستشفى ب 3 شهور

إلى هنا لم تعد تتحمل نغم اكثر من ذالك، غادرت المنزل بسرعه ركب سيارته تحتمى بها، حتى تفرغ قهرها وحزنها، بكت بشده، فلم يتحمل قلبها كل ما سمعته، صدمات تلو الأخرى، ها هى فقدت امها واخوتها، حتى زوجها تخلى عنها، ظل تبكى فى السياره انتبهت إلى صوت سياره تتوقف أمامها، وجدت ماجد ينزل منها، ويفتح الباب الاخر ويمسك بيد زوجته لكى يساعدها على النزول، نزلت وجته وهى تبتسم له، وتضع يدها على بطنها المنتفخه، سارو الاثنان إلى داخل المنزل، ويبدو على وجوههم السعادة، مسحت رنيم دموعها، وادارت السياره وانطلقت بسرعه، وصلت لمنزلها ودخلت مسرعه، وجدت والدها وزين يجلسون بقلق بسبب اختفاءها، اسرع والدها بإتجاها وهو يحتضنها، ويقول:
- نغم، كنتى فين يا بنتى قلقتينى عليكى، ازاى تخرجى كده من غير ما تقوليلى

فارس من الماضي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن