رواية #تعويذة_الاختيار
#الفصل_الثالث
(لقاء الماضي بالحاضر)ما كدت أنتهي من قول ذلك حتى
نظر لي سليم مُتعجبًا وهو لا يفهم شيئًا وقال: أخي، لا تقل أن هذه الفتاة هي نفسها هيرا بطلة الرواية التي كنت تقرؤها!أجبته: نعم أخي، يبدو أنها هي!
سليم: ماذا! ماذا تقول يا أخي؟ أتعني أننا دخلنا الرواية ونعيش أحداثها؟!
قلت له: لا أدري، ولكن يبدو أنها قصة حقيقية! ربما نقلتنا التعويذة للماضي في وقت حدوث قصة الرواية، ولكن لماذا؟ ماذا سنفعل هنا؟
سليم: أخي أنا خائف. أخاف أن يحدث لنا مثلما حدث للبطل ولا نعود لزماننا أبدًا، حاول قراءة التعويذة مرة أخرى ربما نعود.
وهنا أجبته بحزن عندما ذكر التعويذة: الكتاب اختفى مع اختفاء المكتبة، وحتى إذا قرأناه فكتاب السحر الذي يوجد مع هيرا به التعويذة وحَاوَلَتْ كثيرًا قراءتها وفشلتْ في استعادة هاري. هيرا!! الكتاب!! سليم كيف لم أفكر في هذا من قبل؟!
سليم: ما هذا الذي لم تفكر به من قبل؟ أخي أرجوك لا تُزِد خوفي.
أجبته بحماس محاولًا طمأنته: لا تخف يا أخي، إنه شيء جيد؛ إن هيرا ما زال معها كتاب السحر وبه تعويذة انتقالنا إلى هنا، ربما فشلت في إعادة هاري لأنه يجب أن يقرأها هو بنفسه وليس هي، والكتاب ليس معه لكنه معها، فلنحاول نحن قراءة التعويذة ربما تعيدنا مرة أخرى.
سليم: ربما كان كلامك صحيحًا، ولكن كيف نفعل ذلك؟ هل تفهم الإيطالية القديمة حتى تتحدث معها؟ هي لن تفهمنا ولن نفهمها نحن، الأمر صعب.
فكرت قليلًا ثم قلت له: سأجرب ربما تفهم هي العربية، سأنادي عليها، هيا بنا نذهب إليها.
تقدمنا نحو هيرا بحماس ولكن في قلبي بعض الخوف مما هو قادم؛ ماذا لو فشلنا؟ وعندما اقتربنا منها وقفنا على شاطئ البحر وناديتها: هيراا.
ناديتها مرة أخرى ولا أدري لمَ لا تلتفت؟
يبدو أنها قد شعرت لوهلة أن هاري قد عاد ودَقَ قلبها توترًا ولم تستطع الالتفات للخلف. بعد لحظات استجمعت قواها والتفتت إلينا فصُدمت مما رأته! وبدت الصدمة جلية على وجهها، فمعها حق في ذلك؛ فمن يتوقع أن يجد أمامه فجأة ولدان يرتديان زيًا مختلفًا عن أزياء عصره وأيضًا يعرفان اسمه؟ أليس ذلك مرعبًا؟ نظرت لنا بدهشة وقالت: من أنتما؟ وما هذا الزي الغريب الذي ترتديانه؟ هل أنتما لصوص؟ أم قُطاع طرق؟ هيا أخبراني وإلا سأصرخ ويأتي أهل المدينة فيقتلوكما.
تبادلت أنا وسليم النظرات ونحن لا نصدق ما نسمع! وقلنا في آن واحد: أتتحدثين العربية؟!
هيرا: ما هي العربية هذه؟ أنا أتحدث بلهجتي الرومانية كما تتحدثانها أنتما الآن. هيا أجيباني من أنتما؟ وكيف عرفتما اسمي؟
اندهشت مما سمعت ونظرت لأخي متسائلًا: رومانية! كيف؟! هل سمعتني أتحدث الرومانية؟! وكيف تتحدث هي الرومانية وأنا سمعتها تتحدث العربية؟!
سليم: لا أدري يا أخيْ يبدو أننا في عالم مسحور؛ فَكُل ما يحدث شديد الغرابة! هيا بنا نهرب.
ولكني قلت: كيف نهرب؟! أريد الكتاب حتى نعود لوطننا، لن نظل عالقين هنا للأبد.
سمعت هيرا كلمة الكتاب فانتفضت وتملكها الغضب وخرجت من الماء مسرعة وقالت وهي تسير باتجاه صخرتها: أي كتاب؟! أنتما لصوص إذًا! كما توقعت، لن تأخذاه مني ولن ينقذكما مني أحد أيها الجبناء.
كانت تبحث عن شيء خلف الصخرة ونحن ننظر إليها وإلى بعضنا البعض بدهشة! لا ندري ماذا ستفعل هذه؟! وفجأة وقفت والتفتت إلينا وهي تمسك بقوس وسهم واستعدت للرماية وقالت: استعدا للموت...
يُتبع إن شاء الله..
#تعويذة_الاختيار
#هبةالله_رزق_عيسى
أنت تقرأ
تعويذة الاختيار
Приключенияهل قفز إلى خلدك من قبل أن هذا الكتاب الذي بين يديك قد كُتب لأجلك أنت بالذات؟ هل شككت للحظة أن تلك الكلمات المبهمة التي قادتك لقراءتها هي تعويذة صيغت خصيصًا لك لتختارك أنت دون غيرك لتكون سببًا لتحرير الجميع من لعنتها والقضاء عليها للأبد؟ لم تكن تظن أ...