#تعويذة_الاختيار
#الفصل_السادس
(مواجهة)
كنت أقف أنا وأخي ننظر لهيرا برعب وهي تستعد لرمينا بالسهام ويبدو عليها أنها متمكنة جدًا من الرماية وستصيبنا لا محالة، وها هي الآن قد أخذت سهمين معًا ووضعتهما في القوس لترمينا وتصيبنا بهما نحن الاثنان في آن واحد، كادت أن تُطْلِقهما ولكن أوقفها صوت يَصِيح بها أن تتوقف، فلم تستمع له فصاح بها: توقفي يا هيرا. هاري في خطر وهما الاثنان أمله الوحيد في النجاة والعودة.
سمعت هيرا ما قاله فتوقفت ونَكَسَت قوسها والتفتت إلى مصدر الصوت وقالت بصوت مخنوق لا يكاد يخرج من جوفها: ماذا قلت؟! هاري في خطر! كيف عرفت؟ ومن هؤلاء؟ وكيف عرفت كل هذا؟ وكيف أتيت فجأة هكذا؟ ما الأمر؟ ما الذي تعرفه وتُخَبئه عني أيها الساحر الأعظم؟
فأجابها: لن أُخبركِ شيئًا، لقد قُلت لكِ الأهم، وسأخبرك كيف تُنقذين هاري فقط، ولن أقول شيئًا آخر.
غضبت هيرا جدًا لدرجة أن وجهها احتقن بالدماء من شدة الغضب وقالت له: هل ستخبرني أم -ورفعت قوسها في اتجاهه- أم أبدأ بك قبلهم...
كادت هيرا أن تُطلق سهامها ولكن أوقفتها صائحًا بها أن تتوقف. توقفت لبرهة وكادت أن تُكمل ما بدأته لكنني صرخت مجددًا وأنا أتقدم نحوها مسرعًا واختطفت القوس منها صائحًا بها مرة أخرى: هل جُننتِ أيتها البلهاء؟ كيف تُجازفين وتقتلينه؟ إنه هو الوحيد الذي يعرف كيف نعود لعالمنا وكيف يُعيد خطيبك، ألا تهتمين لأمره؟ ألا تريدين عودته؟ اتركي الرجل يخبرنا كيف نعود، لا يهم ماذا يعرف أو ماذا حدث.
كانت هيرا تستمع لما أقول وهي صامتة مصدومة؛ كيف لها أن تنسى حبيبها الغالي الذي تنتظره طوال هذا الوقت ليعود إليها بعد أن كادت تفقد الأمل وتموت كمدًا على فراقه؟ فكيف تنساه وقد تملك قلبها وأحبته بكل ذرة في كيانها؟ كيف تنساه وهو الوحيد الذي فُتح له قلبها ولم تمنحه لسواه قبله أو بعده؟ كيف تركت غضبها يتملكها وكادت أن تفقد آخر أمل لكي تُعيده مرة أخرى لتراه بعينيها كما تراه بقلبها؟ فهي لم تنسَه لحظة رغم البعد القاسي، ما زالت تبكيه وتنتظره ويزيد حبها له لا ينقص. بكت وانفجرت في البكاء من قلبها قبل عينيها؛ فبكاء القلب أصعب وأشد إيلامًا. حاولتُ تهدئتها دون جدوى؛ فكيف يهدأ القلب المكلوم بفراق الحبيب؟ فطلبت منها الجلوس وأن تهدأ على مهل وتركناها وحدها قليلًا تتذكر حبيبها الغالي وتتذكر لحظاتهما الجميلة معًا؛ تذكرت عندما كانت كل مرة تقول له: "أحب أن اسمينا يبدآن بنفس الحرف، سوف نُسَمي أولادنا أيضًا بأسماء تبدأ بحرف الH حتى نكون جميعنا متشابهين."
تذكرت كيف تحطمت كل آمالها بعد أن غاب عنها وغابت روحها معه؛ فهي الآن جسد بلا روح، بلا حياة رغم أنه يتنفس. وفجأة دَبَّ الأمل في رُوحها وكفكفت دموعها وقامت تسير نحونا بِخُطى واثقة مسرعة حتى استقرت إلى مجلسنا وأمسكت بتلابيبي وتلابيب الساحر وأوقفتنا وقالت لنا بصوت قوي يخرج من أعماق روحها المجروحة: الآن ستخبرني أيها الغريب قصتك؛ من أنت؟ وكيف أتيت إلى هنا أنت وهذا الطفل؟
والتفتت للساحر وقالت له: وأنت أيها العجوز، ستخبرني بكل شيء؛ عما حدث لهاري وكيف سَتُعِيدُه، كل شيء بلا استثناء، بالرضا أو بالقوة ستخبرني، وإلا لن أرحم أحدًا منكم أبدًا، لا يَغُرَنَكُمَا كوني امرأة وضعيفة بفقدان حبيبي، فأنا أقوى وأشرس مما تتخيلون.
وتركتنا من يدها بقوة فسقطنا على الأرض ووجهت قوسها باتجاهنا وصرخت فينا: هيا تحدثا، حين تأمر هيرا يَنْصَاع الجميع....
يُتبع إن شاء الله.....
#هبةالله_رزق_عيسى
#تعويذة_الاختيار
أنت تقرأ
تعويذة الاختيار
Przygodoweهل قفز إلى خلدك من قبل أن هذا الكتاب الذي بين يديك قد كُتب لأجلك أنت بالذات؟ هل شككت للحظة أن تلك الكلمات المبهمة التي قادتك لقراءتها هي تعويذة صيغت خصيصًا لك لتختارك أنت دون غيرك لتكون سببًا لتحرير الجميع من لعنتها والقضاء عليها للأبد؟ لم تكن تظن أ...
