رواية #تعويذة_الاختيار
#الفصل_الثالث_عشر_والأخير
(وانتهى الفراق)
ما هذا؟ لقد ابتلعنا الوحش البحري!! هل هَلَكْنا هذه المرة؟ مستحيل أن ننجو فنحن لسنا يونس -عليه السلام- وهذا الوحش ليس الحوت، ولكن ما هذا التسبيح الذي أسمع؟ إنه صوتي أنا وسليم، يعلو صوتنا ب {لَّآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنتَ سُبۡحَٰنَكَ إِنِّى كُنتُ مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ} أخذنا نكررها بكل قوة ويقين يملأن قلبينا بأن الله الذي أنقذ سيدنا يونس -عليه السلام- من بطن الحوت سينقذنا نحن أيضًا فهو سبحانه رب المعجزات وقادر على كل شيء، وإن قلبينا مملؤان باليقين والثقة بالله. فجأة عَمَّ المكان ضوء قوي أثر على رؤيتنا للحظات فأغلقنا أعيننا قليلًا ثم فتحناها فوجدنا أنفسنا في مكان منحوت في الصخر يبدو أنه كهف في جبل ولكن ليس له مخرج ولا يُوجد مصدر ضوء فيه؛ لا أبواب ولا فتحات لكن الرؤية فيه واضحة ولا نستطيع تفسير ذلك. قررنا البحث عن مخرج فتحركنا يمنة ويسرة ولكننا وجدنا أن الكهف ضيق وصغير ولا يوجد أي مخرج له، فقالت هيرا: أشعر كأننا في قبر لكنه مُضاء وبه هواء نتنفسه، لا أدري كيف؟! ولكن لا بد أن يكون هناك مخرج فالمكان منحوت بالأيدي، فالذي دخل ونحته من أين دخل؟ وكيف خرج؟
قلت: أنا واثق أن الله سيخرجنا من هنا كما أنقذنا قبل ذلك من كل الأهوال السابقة.
قال هاري: أحببت إلهك هذا الذي تدعوه دائمًا كلما اشتد بنا الكرب؛ فكلما دعوته أنت وأخوك يستجب لكما سريعًا ويُنجينا.
قلت: إن الله يستجيب لمن دعاه فهو القائل: {أَمَّن يُجِيبُ ٱلۡمُضۡطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكۡشِفُ ٱلسُّوٓءَ وَيَجۡعَلُكُمۡ خُلَفَآءَ ٱلۡأَرۡضِۗ أَءِلَٰهٌ مَّعَ ٱللَّهِۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ}. وهو القائل أيضًا: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِى سَيَدۡخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}.
قال هاري: لم أفهم، ولكن هذا الكلام يدخل القلب مباشرة فيُبهجه!
قلت: هذا كلام الله الذي أنزله على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- في كتابه القرآن الكريم، ومعنى الآية التي قلتها أولًا؛ أن الله يستجيب دعاء عبده الذي يدعوه وهو في كرب شديد فيكشفه عنه ويُنجيه من الكرب ويجعلنا خلفاء في الأرض يَخْلف بعضنا بعضًا ومع ذلك يُشركون به ويتخذون من دونه آلهة والقليل فقط من يؤمن بالله الواحد الأحد. أما تفسير الآية الثانية؛ أن الله -عز وجل- طلب منا أن ندعوه دائمًا وسيستجيب لنا فالدعاء عبادة ومن يستكبر عن عبادة الله ويكفر به سيدخله نار جهنم يوم القيامة جزاءً على كفره.
هاري: يا له من إله عظيم!
وتوجه للفريق وقال لهم: لمَ لا ندعوه نحن أيضًا في آن واحد حتى يخرجنا من هنا؟
أنت تقرأ
تعويذة الاختيار
Aventuraهل قفز إلى خلدك من قبل أن هذا الكتاب الذي بين يديك قد كُتب لأجلك أنت بالذات؟ هل شككت للحظة أن تلك الكلمات المبهمة التي قادتك لقراءتها هي تعويذة صيغت خصيصًا لك لتختارك أنت دون غيرك لتكون سببًا لتحرير الجميع من لعنتها والقضاء عليها للأبد؟ لم تكن تظن أ...
