5- انتقام الوحوش

25 4 0
                                    

رواية #تعويذة_الاختيار
#الفصل_الخامس
(انتقام الوحوش)

هناك في قاعة كبيرة كقاعة السينما يوجد شاشة عملاقة وعدد محدود من الكراسي يجلس عليها الضُباط، وخلف الكراسي يوجد غرفة زجاجية كبيرة من زجاج قوي ومتين غير قابل للكسر أو الاختراق ولها باب ضخم زجاجي أيضًا.
داخل الغرفة الزجاجية كان هناك شيء ضخم مقيد بأغلال ضخمة؛ إنه وحش على هيئة أخطبوط كبير الحجم، قرمزي اللون، له رأس كبير بعين واحدة ضخمة، وثمانية أذرع وقدمي إنسان، يصيح غضبًا، يحاول تحرير أذرعه الثمانية وقدميه من أغلالهم، إنه يستشيط غضبًا بعد أن أغاظه كبير الضباط بقوله: سيحكمون عليك اليوم أيها الشيء المُقزز وسوف نتخلص منك للأبد.
قال ذلك وهو يبتسم ابتسامة جانبية خبيثة.

كان الجميع يُتابع على الشاشة مُحاكمة الأخطبوط حيث تُنْقَل المُحاكمة في بث مباشر من قاعة المحكمة لأنه ممنوع ذهاب الوحوش إليها.

كان الأخطبوط يُتابع مُحاكمته وهو يَتميز غيظًا، وتذكر ذلك الصديق الطبيب الذي كان يثق به فماذا فعل؟! سقاه عُصارة تجاربه دون أن يدري والتي بسببها تَحَول لهذا الشيء ثُم بعد ذلك أبلغ عنه الشرطة.
تذكر حينما هرب من الشرطة وذهب لصديقه يَسْتَحِثُهُ أن ينُقذه ويخترع له ترياقًا مضادًا ولكنه أبى وأخرج الحقد الدفين بداخله وأخبره أنه سعيد بما حدث له وسيتركهم يقبضون عليه حتى يذوق الويلات في سجن الوحوش ثم اتصل بالشرطة ليبلغهم بمكانه.
كان الأخطبوط يسمع كل هذا وهو مذهول ولكنه أفاق من غفلته على صوت سيارات الشرطة وهي تقترب فأمسك بصديقه بذراع واحدة واعتصر جسده حتى لفظ أنفاسه فألقاه من النافذة فسقط أمام سيارات الشرطة التي توقفت أمام المبنى، وفي نفس اللحظة خرج الأخطبوط مُسرعًا يُريد الهرب من الشرطة ولكنهم ساروا خلفه حتى لحقوا به، فأمسك بعضهم بأذرعه واعتصرهم فماتوا فاغتاظ طاقم الشرطة الباقي وقذفوه بوابل الرصاص فأُصيب في جميع أنحاء جسده وفقد وعيه.
بعدما أفاق وجد نفسه مُقيدًا في إحدى غرف السجن، وبعد أن شُفي أخذوا يَكيلون له العذاب انتقامًا لمن قتلهم، واليوم هو يوم محاكمته.

أفاق من شروده فسمع القاضي ينطق بالحكم عليه بالقتل ذبحًا ثم يُقَطِّعُون جسده قِطعًا صغيرة ويشعلون فيها النيران حتى يضمنوا أنهم تخلصوا منه للأبد. فور أن سمع الحكم غضب أكثر وانتفخ جسده وكبُرَ حجمه فكسر الأغلال وأخذ يصيح فيهم بغضب ليفتحوا الباب ولكنهم خافوا وهربوا فظل يَكيل الضربات لحوائط الغرفة بأذرعه الضخمة حتى كسرها وخرج غاضبًا يعتصر كل من يقابله ويضرب الحوائط بأذرعه حتى دمر معظمها.
وصاح النُفير في السجن يُنادي على جميع البشر بالهرب، فأصبح السجن في فوضى عارمة والكل يجري في كل الاتجاهات يتملكهم الرعب.
أخذ الأخطبوط يفتح الأبواب للسجناء وأخذوا يساعدونه في تدمير السجن وقتل الجنود.

وهناك في الغرفة العلوية (معمل التجارب) في الوقت الذي كان كبير الأطباء يستعد ليحقن هاري بمادة غريبة ليجربها عليه فُتِحَ باب المعمل بقوة ودخل الأخطبوط وارتعب الجميع وحاولوا الهرب لكن الوحوش تصيدتهم ولم تترك أحدًا منهم على قيد الحياة.
أمسك الأخطبوط بكبير الأطباء ذاك الذي أذاقهم الويلات ولم يرحمهم من تجاربه، أمسكه بأذرعه الثمانية واعتصره عصرًا وألقاه لباقي الوحوش الذين التهموه التهامًا من شدة غيظهم منه.
رأى هاري كل هذا وهو يصرخ رُعبًا ويصيح بداخله يقول لنفسه: يا ويلي! ماذا سيفعلون بي؟ يبدو أنهم يكرهون البشر!

أيقظه من تفكيره صوت الأخطبوط ينادي أحد الوحوش ويطلب منه فتح الصندوق الذي به هاري ففتحه وأخرج هاري الذي من شدة خوفه فقد وعيه فورًا.
بعد وقت ليس بالكثير أفاق هاري فوجد نفسه في المعمل وحده ولا أثر لأي وحش وما زالت الجثث في أماكنها.
خرج مسرعًا، وكُلما سار أكثر وجد جُثثًا أكثر حتى وصل الطابق الأسفل ولم يُقابله أي وحش في الطريق فتساءل: أين ذهبوا يا تُرى؟

سار باتجاه بوابة السجن الخارجية فوجدها مفتوحة على مِصراعيها فَهَمَّ بالخروج والهرب من هذا المكان المخيف فما وجد أمامه إلا الصحراء فقال لنفسه: ماذا سأفعل الآن؟ لا أعرف إلى أين أذهب ولا في أي اتجاه، هل أبقى هنا حتى يأت أحد أم أهرب وحسب؟

لم يَطُل تفكيره كثيرًا حتى استقر على المسير في الاتجاه المستقيم حتى يصل إلى أي مكان عامر بالبَشَر.
ظل هائمًا على وجهه في الصحراء لا يرى لها أولًا من آخر ويَئِسَ أن يجد عَمَارًا.
ظل يسير ليومين حتى أنهكه الجوع والعطش وكاد أن يَهْلِكَ فجلس مكانه ينتظر نهايته؛ فلم يَعُد يقوى على المسير واستسلم لشبح الموت الذي بدأ يلوح له ولم يَكُن يَدري ما ينتظره بعد ذلك...

يُتبع إن شاء الله.....
#هبةالله_رزق_عيسى
#تعويذة_الاختيار

تعويذة الاختيار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن