- ماذا أراد أن يكون؟ كان يملك معرفة اكبر بما لم يرد أن يكون.
كان محطمًا، و كلما نظر لإنعكاس صورته خيل له أنها تتفكك كما الدمى المركبة من عشرات القطع البلاستيكية.
كان محطمًا... كفاية ليعلم أن العالم نابض بالجمال، و لكن ليس كفاية ليعلم كيف يحشو ذلك الجمال داخله دون أن يتسرب للخارج.
أراد أن يحمي العالم و امتلك شعورًا مضخمًا بالمسئولية عن آلام و مشاكل كل من حوله.
و تمنى لو أن العالم (والديه) لم ينظر نحوه كأنه شئ أخرق... ولو أنه لم يخش الوقوع في الأخطاء الصغيرة بنفس قدر خشية وقوعه في الكبيرة، و أن الملائكة لا تكتب أخطاءة على جسده، و تحقنها حبرا تحت جلده، كما يعلق والديه أخطاءه على جدران المنزل و يهمان بالتحدث عنها كلما بدا لهم وجهه.
أراد أن يؤمن أنه بقدر كل الألام و المصاعب التي لم يمر بها (كما عبر أبواه) أن العالم غير قادر على رؤية الهالات تحت عينيه، و شحوب وجهه و نظرة الإرهاق الدائمة في عينيه.
تمنى لو يتفهم العالم أنه يصارع كي لا يموت أيا كان ما تبقى من روحه، و كي لا يتشكل إنعكاسه يوما ما في صورة والديه.